المقالات

فتوى المرجع الحائري ((إسلامية)) وليست ايرانية !!


محمود الهاشمي

 

يحاول البعض من اصحاب الاقلام الرخيصة ان يقفز على حقائق لا جدال فيها، وهو ان ليس للدين جغرافيا، فالاسلام يحترم الامم ويرى فيها مصدر قوة للمبادئ التي جاء بها، يستمد قوته من الاية الكريمة "ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة" لكن تعدد الامم فيه ترسيخ لقيم الدين الاسلامي لانه يثري العقيدة  ويضيف لها مصادر طاقة ومنعة، فالكثير من الامم التي انتشر فيها الدين الاسلامي اثرت بعلمائها ومفكريها وارثها الثقافي والفكري العقيدة الاسلامية، و اسماء هؤلاء العلماء وكتبهم تعد احد المصادر المهمة في التاريخ الاسلامي سواء في مجال التوثيق او الفقه او غيره، وان الامم التي اعتنقت الاسلام لم تجد في قومية النبي محمد "ص" او اهل بيته واصحابه عائقا  للالتحاق في الاسلام والجهاد في سبيل و ترسيخه لانهم يرون في الدين رسالة السماء التي جاءت من اجل البشرية جمعاء.

هذه المقدمة سقناها بعد اعتراض بعض جهال القوم على فتوى سماحة المرجع الحائري بشان الاعتداء على مواقع الحشد وحرمة وجود القوات الاجنبية على ارض العراق وضرورة الجهاد من اجل اخراجها..

ان الدين الاسلامي عابر للجغرافيا وللمكان، وان المرجع الديني اينما حل وكان، له ان يصدر فتواه ومن لم يرغب ان يستجيب من "العلمانيين" وغيرهم فهم احرار في قرارهم، انما الفتوى تعنى باهل الدين ومن يرون بالمراجع امتداد طبيعي للائمة المعصومين "ع" والحفاظ على بيضة الاسلام، ان رضا الشعوب غير العربية بالالتحاق بالاسلام دليل على حالة فهم الدين ومبادئه، فهي امم خلقها الله سبحانه وتعالى للتعارف لا للتخاصم او ان تستقوي بالكافر والملحد ضد اخيه المسلم.

ان فتوى المرجع الحائري استجابت لها افواج المسلمين في العراق، واعتبروا ما جاء فيها واجبا شرعيا، وعندما اصدر سماحة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي كانت عامة لكل المسلمين وغير المسلمين داخل العراق وخارجه، لذا فان الكثير من ابناء دول اسلامية اخرى التحقوا بسوح القتال واستشهدوا من أجل الاستجابة للفتوى وهم يقاتلون الارهاب، و يكفي شاهدا ان ايران لوحدها شيعت سبعين شهيدا ممن شاركوا اخوانهم العراقيين في الدفاع عن ارض العراق ضد الإرهاب الارهابيين...

ولم يقولوا ان "صاحب الفتوى يسكن العراق".. ان مقاومة الاحتلال واجب شرعي على كل مسلم قادر على حمل السلاح، خاصة وان وجود هذه القوات الاجنبية على ارض العراق باطلة وليس لها سند قانوني، وان وجودها شكل ازمة كبيره في البلد، و كانت وما زالت عنوانا الاعتداء على العراق والعراقيين واستهداف القوات الامنية العراقية.

ليس مهما ان يتعرض المرجع الحائري للانتقاد، فاهل الفتنة قديما وحديثا، يحاولون خلق فرقة بين المسلمين، لكن الاهم ان فصائل المقاومة اعتبرت ما جاء في فتوى المرجع منهجا للبدء في مقاومة الاحتلال..

تحاول جهات اعلامية ان تصنف رسالة المرجع الحائري على انها "ايرانية الهوى" ، والسؤال هي اسلامية الهوى وليست ايرانية، فقتال المحتل واجب شرعي لان في تاخره و عدم الامتثال له، سيشجع الظالم على ظلمه، وسيستمر في طغيانه... فمثلا لو لم تكن ثورة العشرين في العراق لبقي الحاكم  العسكري البريطاني يحكمنا الى يومنا هذا، ولولا ثورات التحرر في العالم لبقي الاستعمار يجثم على قلوب الشعوب، ويسرق ثرواتها ويستبيح الارض والعرض ولولا ضربات المقاومة لما غادرت قوات التحالف ارض العراق عام 2011.

اننا نعتقد ان كل من انتقد ما جاء في رسالة المرجع الحائري، انما هو سائر على خط امريكا و مدافع عنها ويرغب ببقاء قواتها على ارض العراق، وعلى الجميع ان يعلم ان المرجع لا يحتاج ان ياخذ اذنا من "فائق الشيخ" حتى يصدر فتواه، فهؤلاء لهم من البصيرة والراي ما يميزهم من العامة من الناس ولا يستسهلون دماء المسلمين، حتى يثقوا من قولهم وفعلهم ولهم في رسول الله واهل بيته ومن سار على هديهم اسوة حسنة ، وان الجهاد كتبه الله على المسلمين دفاعا عن دينهم و ارضهم و مالهم وعرضهم، بسم الله الرحمن الرحيم "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالاخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما".. ولا ريب ان هناك من يقاتل وينتصر للامريكان واذنابهم "الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا"...

لا تتعبوا انفسكم يا (عبيد السفارة) ان امر الله قضى بخروج القوات الأجنبية من العراق ،وكفى بالله ناصرا ومعينا ،ولن نترك ابناء الحشد الشعبي عرضة للقتل والقصف امام صمت الحكومة وكسل مجلس النواب ،فهذه الأرواح ذمة في رقابنا جميعا والحفاظ عليهم واجب لانهم عنوان الجهاد  وصانعو النصر وحاملو راية الله وأكبر و(لبيك ياحسين) ونختم بالآية الكريمة (يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يُساقون الى الموت وهم ينظرون)

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك