المقالات

طير ابابيل؛ كسر الضلع الثالث..!

1484 2019-08-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

على الرغم من كثرة الحديث عن عمل أجهزة الدولة المختلفة بأتجاه القضاء على الفساد، وعلى الرغم من تعدد هذه الأجهزة وتوفر الأرضية القانونية المناسبة لعملها، وعلى الرغم من توفر أمكانات ممتازة تحت يدها للنهوض بمهمتها التي يصح أن توصف بأنها مهمة وطنية كبرى تحظى بدعم شعبي لا محدود، فإن مهمتها في مقارعة تبدو صعبة جدا، ليس فقط بسبب عدم توفر النيات للنهوض بهذه المهمة.

هو واقع لا يمكن أنكاره لأن الفساد قد ضرب جذوره حتى في أجهزة مقارعته! لكن بسبب بنية الفساد ذاته، والفساد الذي نعنيه هو فساد سياسي قبل أن يتخذ أشكاله الأخرى التي تناسلت عنه في أغلب الأحيان!.

أذا تخيلنا أن الفساد السياسي كيف نفسه متخذا شكل مثلث متساوي ألضلاع، أمكننا فهم لماذا قد أحكم الفساد وضعه، وأغلق كل الفراغات التي يمكن أن تنفذ منها النيات الطيبة للقضاء عليه، وبات الفساد في حكم العصي المستمكن، الذي لا يسع لشعب مثخن بالجراح كشعبنا وقع داخله الخروج منه، وذلك بسبب أن هذه الأضلاع متصلة مع بعضها، وتشكل مساحة متكاملة قوية لا يمكن الخروج منها بالأدوات والأمكانات الأعتيادية، ويتعين البحث عن وسائل فوق أعتيادية للخلاص!.. 

تتمثل أضلاع الفساد السياسى الثلاثة، في الفساد العضوى الكامن فى تهريء أجهزة الحكم والإدارة وسوء سيرة القائمين بالعمل السياسى والإدارى.

في الفساد الأخلاقى، الذي يعنى فقدان النزاهة والأمانة بحيث تغيب مفاهيم الولاء للوطن والدولة وابتغاء الصالح العام، فيعم التهافت على تحقيق المصالح الخاصة والمنافع الشخصية بالتجاوز عن القيم المدنية والمسؤولية الاجتماعية. وأخيرا الفساد القانونى، المتمظهر فى فعل ما يعد إخلالا جسيما لواجبات المنصب السياسى الوظيفية.

الفساد القانونى يشمل، بمقتضى البداهة المنطقية، الإخلال بأحكام الدستور الذى يعد الوثيقة الرئيسية التى توضح معالم النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى الدولة، وأحكام الدستور بهذه المثابة أحكام ينبغى أن ينحنى لها الجميع حكاما ومحكومين...وهو مع الأسف الشديد الأمر الذي لم يفعله الجميع بعد، بل تمادوا في تجاهل الدستور وحولوه الى  هلام يتشكل وفقا للحيز الذي يريدون له أن يشغله! ...

إن الوسيلة الغير أعتيادية التي يمكننا أستخدامها في الأنتصار في معركتنا مع الفساد السياسي ، تتمثل فقط في كسر الضلع الثالث بأحترام الدستور لأنه أرادة شعب على الساسة أحترامه وأحترام أرادته...

كلام قبل السلام: من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لاتكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف بأغلى سعر

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك