المقالات

عنب في سلتي حلو المذاق..وخارجها حامض لايطاق..!


عبد الحسين الظالمي

 

قيل مثلا في السابق ولازال البعض يردده ( الي ما ينوش العنب يگول حامض )..

سارت بعض السلوكيات الاجتماعية التي كانت محط نقد وازدراء من المجتمع اصبحت اليوم قواعد سلوك يسلكها الاعم الاغلب واصبح طبيعيا ان نراها صور واقعية في المجتمع .

اصبح النقد واتخاذ المواقف يبنى على اساس المصلحة الذاتية فلو عملت االف جميل لشخص واخطاءت او قصرت في واحد فالالف تنسى في لحظة وتذهب كدقيق نثر في يوم عاصف، وربما عليك الاعتذار من التقصير لان كل ما مضى لا يشفع لك بل والاشد من ذلك شاع لدينا مثلا ( زين لا تسوي شر ما يجيك ) .

اصبحت الامور تقاس بما يمكن ان يخدمني بشكل شخصي وبما يعود علي من فائدة لذلك نرى كل شيء يجري تقيمه وفق المصالح الشخصية او الفئوية الضيقة وطالما العنب بعيد عن سلتي فهو حامض حتى ولو شهد كل العالم انه ( كالعسل ) .

كثير ما نجافي الحق في تقييمنا للامور وكاننا لم نسمع (قل الحق ولو على نفسك ) لانك باشاعة الحق والعدل تحيى وتعيش حتى ولو لم تجانبه مرة فانت سمكة في الماء في بحر العدل الذي ينشده الكل ويعمل الكل على خلافه في مفارقة عجيبة .

فرق كبير ان تختلط عليك الامور وقد لا تميز ماهو صح او خطا او هذا حق او باطل و بين ان تعرف الامور وتحاول جاهدا لي ذراعها لمصلحتك الشخصية او الفئوية وتقيم الامور وفق مزاجك ورغباتك .

كثيرة هل الامثال التي اصبحت صور لحياتنا اليومية للاسف الشديد وياليتها تلك الامثال والحكم التي تتكلم عن قيم ايجابية بل اغلب ما نتداوله الان ونراه من صور لتلك الامثال هي التي تصور لنا واقع مر مرارة الحنظل ( كلمن يجر النار لگرصتة ) هكذا هو المشهد الذي تجسدة بعض التصرفات والقرارات اليوم في واقعنا المرير جدا

وهكذا اصبحنا في ضنك من العيش ( ومن اعرض عن ذكري فان له عيشة ضنكا ).

اختلطت الامور علينا واصبح المحسن والمسيىء في نفس الميزان ونفس القيمة اذا ما كان المحسن ملاما والمسيىء سيدا محترما له الصوت والسطوة.

وكان قول امير المومنين لمالك الاشتر في وصيته له في عهد المشهور ( حتى لا يستوي عند ك المحسن والمسيىء ).

اما نحن اليوم كل تقيمنا لكل امر صغر ام كبر بسيطا كان ام مصيريا فلا يتعدى هذه القواعد والاطر والتي تتمحور في اغلب الحالات حول مرض الانا التي اخرجت من عبد الله الاف السنين مطرودا من رحمة الله .

كيف يرحمنا الله ويسير حياتنا ونحن سجناء الانا حتى فيما يتعلق بمصير الناس وشؤون حياتهم ؟! كل قرراتنا لو تفحصنها الا ما رحم ربي نجدها في افضل حالتها خرجت من عباءة الانا الشخصية الى فضاء الانا الفئوية فاما ان احصل على ماريد وما تريد بطانتي وحزبي وجماعتي او فل يذهب الاخرين الى الجحيم .

متى ننصف انفسنا من انفسنا ؟ ونحن نتجاهل اننا بيدينا نغلي الماء الذي فيه نعيش ونحيى؟!

متى نعي ان بيتنا هو الوطن وليس مجموعة الغرف التي نسكنها؟! ومتى يعي القائمين على الوطن ان البيت الذي يتكون من مجموعة غرف ومن يسكن فيها هم عماد الوطن ؟! متى نتبادل هذا الدور؟!

متى نخرج من عباءة الانا ونفكر في سابع جارحتى لا يرثنا الفقر؟!

نتمنطق بالراي والراي الاخر ، ونرفع شعار ان الخلاف لايفسد في الود قضية ونحن نختلف حتى على مصيرنا المشترك ونتقاتل بسيوف الالسن اذا ما عبرنا الى الصوتيات وواقعنا يقول ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) ، وتجاوزنا حدود الادب الى ساحات السباب والذم والتسقيط الذي احرق الاخضر واليابس واحرق معه ارث من القيم..

مانقرأه يوميا كم هائل من معاول الهدم وما نسمعه لايقل عن ذلك في زرع التشاؤم والضنك وفقدان الامل كاننا نحن من ندبر الكون .

بالامس القريب كنا نضج ونصرخ من الجفاف ومرت الايام واصبحنا نتلقى تحذيرات من اخطار الفيضانات .

ننتقد الاخرين ونضع انفسها اقرب الى نوياهم من الذي خلقهم ونصدر احكام ما انزل الله بها من سلطا ن . متى نتجاوز خلافتنا ونفكر بمصلحة وطن

نحن فيه السمك وهو البحر ؟ متى نلعن الشيطان حقا ؟ ونفكر بالوطن ونقيم الامور كما هي وكما تتطلب؟ دعوة للكل حكام اومعارضة ان يغمض عيناه ويلعن الشيطان ثم يقرر ويصوت او يقيم او يفصل او يعين او يصرف مالا هو للفقراء الوطن او يعترض ، وسوف يجد الشيطان هو ( الانا) هو السبب والبطانة جنه والخيل سوء الظن، عندها يكون مأجورا اصاب ام اخطا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك