المقالات

ميلاد مريم ..!

1528 2019-01-21

 

أحمد لعيبي

 

اخرج مرتضى صورة من جيبه وبدأ يحدق فيها ويبكي بصمت ..
كان ليل مدينة العلم غرب سامراء طويلا وباردآ وكان كل شي موحش في تلك المدينة حتى القباب والمنائر كانت مظلمة ..
صوت الرصاص كان عاليا وصوت بكاء مرتضى كان اعلى وهو يحدق بصورة ابنته مريم ذات الاربعه اعوام اذا كان اليوم هو يوم ميلادها ...
اخرج من جيبه هاتفآ فيه تسجيلات كثيرة وبدأ يسمع صوت ابنته ايام تواجده في البيت وكيف تمسك به وتبكي ان زعل منها..
رن الهاتف وارتعش وهو يرى اسم والده يتصل ويسال عنه ويقول له مريم تكلمك ..
امسك الهاتف وكان اول كلمة يسمعها (بابا ليش ما اجيت وصديقاتي يسالون عنك واني طالعه مو حلوة وانت ماكو وحتى الشموع ما اطفيهن ولا اريد هدية اني مزاعلتك)!!
اغروقت عيون مرتضى بالدمع وقال لها بحب(مريمتي ..مريومة ..بابا ..اني هنا حتى تحتفلين انت وصديقاتك بعيد ميلادك وتطفون الشموع وتاكلون كيك ..)!
سمع صوت والده يقول لها (مريم ..جدو ..حبيبة ..بابا بالجبهة حتى ما تتوسخ بدلتك الحلوة وتبقى ظفايرك طويلة .. وترحين للروضة يوميه وتكتبين وتقرين وتتعلمين)..
اغلق مرتضى هاتفه وهو يسمع نبرة الحزن في صوت صغيرته الوحيدة التي انتظرها ستة اعوام على احر من الجمر قبل ان تفقد امها حياتها وهي تلدها ..
عرف الضابط قصة ميلاد مريم وطلب من مرتضى ان يذهب ليحضر عيد ميلاد ابنته ويعود بعدها بيوم واحد ..
تشجع مرتضى ولكن لم تكن هناك سيارات في الليل لنقل المقاتلين خصوصا ان اغلب الطرق نيسمية فيها قنص وعبوات ناسفة ..
وبقي منتظرا حتى الصباح الذي وجد مرتضى نفسه واصدقائه في كمين وحصار من كل الجهات ..
بلحظة واحدة اخرج هاتفه واتصل بوالده (بويه ..بويه ..بويه ..سلم لي على امي ..وبوسلي مريم ودير بالك عليها..سلم لي على امي ..سلم لي على امي ..) وانقطع الاتصال ..لم يكن هاتف مرتضى مشغولا او خال الرصيد او خارج التغطية ..
لكنه استشهد وهو يتكلم مع والده في مكالمته الاخيرة ..
في جنازة مرتضى وقفت مريم امام نعش والدها ببدلتها البيضاء ووضعت فوقه لعبة قال لها جدها انها هدية قد ارسلها ابوها لها بعيد ميلادها..
تركت اللعبة ومضت وهي حزينة الى جدها وقالت له ..( قل له يا جد اني لا اريد لعبته ..ولن ازعل منه ..ولن ابكي ..ولن دعه يخرج من هذا الصندوق ويحتضن مريم ..ارجوك ياجدي ..قل له ان يعود ولا اريد ميلادا ولا شمعة ولا لعبة ..!!)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك