المقالات

حان الوقت لتقول المرأة: كفى!

2062 2018-07-25

أمل الياسري
لبوة في النهار وراهبة في الليل، تلك هي ابرز السمات الغالبة على نساء مجتمعاتنا الجنوبية الخالدة، فلا نرى اليأس يدخل قلبهنَّ مهما بدت الأشياء مزعجة، وحتى لو ظلت الأبواب موصدة، تراها حاضرة في كل حدث محوري ومفصلي الى جانب الرجل، حتى وإن لم تخرج الى الشارع فهي أقوى من التحديات، وعزيمتها أقوى وإرادتها صلبة ومتغلبة على الخوف، وهي التي تشد من أزر الرجل ليستمر بثورته على الفساد، وإحداث التغيير المطلوب في العملية الإصلاحية. 
بدون المرأة لا يوجد مجتمع أصلاً، لأنها تمثل نصفه وتساهم في صناعة النصف الآخر، وبدونها لا تتحقق الإستمرارية والتوازن، لكننا ما زلنا محشورين بتصوراتنا التقليدية عن دور المرأة المقتصرة على العمل في البيت، رغم أنه في الحقيقة يجب أن ندرك أن القوة النسائية في المجتمع قوة هائلة، وهي خير مثال ودليل على القوة الناعمة الهادرة، فالمرأة حاضنة للوجود الإنساني وللمجتمعات الناجحة، التي لم تتغير وتتطور إلا بوجود المرأة الواعية المتعلمة، فبوجودها تكتمل عملية التطور المجتمعي. 
المرأة محور الطاقة المحركة لأية قضية مصيرية، كما حدث مع السيدة الحوراء زينب (عليها السلام)،عندما قادت المعركة الإعلامية، فظن الطاغية أن قضية كربلاء قد إنتهت بمقتل الحسين (عليه السلام)، ولم ينتبه الى أن القضية بدأت بإستشهاده، عن طريق المتحدثة الإعلامية الهاشمية، فكانت بحق المرأة القمة، والأسطورة، وجبل الصبر خلال تلك المصائب التي ألمت بها، والرزايا التي عاصرتها وعايشتها في حياتها الشريفة، فلم تضعف، ولم تتراجع، ولم تتردد في أحلك الظروف، لتكون قدوة لكل نساء البشرية.
متى ما أنصفنا المرأة فإننا قد أنصفنا المجتمع، لذا يجب على المرأة قول كلمتها لصنع التغيير، وقد حان الوقت لتسجل حضورها وتنتصر للوطن، وتنمي شعور المواطنة لدى أسرتها، وأن تحسم خياراتها ليشرق مستقبلها، ومستقبل بيتها ومجتمعها، فلا حقوق ما دامت حقوق المرأة منقوصة، ولا أمان ما دامت خائفة، ولا تطور ما دامت متأخرة، ولا أمل ما دامت منكسرة، ولا إنتصار ما دامت تشعر بالخسارة، وعليه فعملية الإنصاف تنتج عدالة إجتماعية، تلقي بظلالها على المجتمع بأكمله. 
حالات الجمود التي تصيب المرأة لا يتحملها ديننا، فقد كرمها بكل شيء، لكن الأوساط المجتمعية صاحبة الذهنية المتخلفة حولها، هي التي ترهقها فتبدو مكبلة، محبطة، منطوية، جاهلة، وعاجزة، ومصادرة في حقوقها، وإلا فالنهج الفاطمي والزينبي كفيلان، بأن يشعرا الرجال اليوم بأهمية دور المرأة في التظاهر، والإحتجاج، والمطالبة بالحقوق في مدننا الجنوبية الحسينية، الثائرة على نقص الخدمات، فالقضايا المصيرية تحتاج الى نساء عظيمات، يحولنَ القيود الى رموز للحرية والشموخ، وبالتالي فإننا بحاجة الى إمرأة تقول: كفى...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك