المقالات

عن مكان قديم في الأمكنة وزمان سحيق في الأزمنة..!

3164 2018-06-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ليس من مناص أمام أي منا؛  إلا أن يعترف؛ بقوة علاقته بالمكان الذي ينتمي إليه، وأن يقر بسطوة الزمان عليه، وهو يمضي قدما نحو نهايته؛ التي أنتهى إليها كل البشر، بلا إرادة منهم.

الإنتماء لمكان ما ولزمان ما، هما ما يشكل الجزء الأكبر من شخصية الفرد، وهما أيضا ما يمنحان المجموعات البشرية، عنوانها وتسميتها وسلوكها، ومكانتها بين المجموعات البشرية الأخرى.

نحن الآن في بغداد، "الآن" تعبير عن الزمان، وبغداد تعبير عن "المكان"؛ وبغداد أكبر مدينة عراقية وربما عربية(مكان)، في السنة الخامسة عشرة من الألفية الثالثة بعد الميلاد (زمان) ..

في بغداد المكان، يوجد موقع "تل محمد" الأثري( مكان)، شاهد على وجود الإنسان، آلاف السنين قبل الميلاد (زمان)، "تل محمد" المكان؛ بات اليوم في قلب بغداد  المكان، ولا يمكن أن نعرف كم عدد الذين عاشوا في المكانين، و فعلوا ما فعلوا، وجرت عليهم صروف ألأزمنة، قبل أن ينتهوا إلى التواري، خلف ما يزيد عن 21 ألف سنة قبل الميلاد، التي هي أقدم حقبة "زمان" معروفة، من تاريخ وجود الإنسان، في العراق والكرة الأرضية" مكان".

أنا وإياك عزيزي القاريء، وبقوة المكان و الزمان، هنا الآن في العراق نحيا وارثين، لهذا العمق التاريخي والحضاري والثقافي، الضارب في منابع التاريخ، وبمعيتنا ما يقارب 35 عراقي وعراقية.

التاريخ هذا الكتاب المفتوح، يحكي عن مكاننا هذا؛ أنه كان موطنا لأقدم المجموعات البشرية، التي عمرت في القديم بلاد مابين النهرين.

تقول بقايا التاريخ التي لم تطمس بعد؛ أن أدوات الإنسان في العصور القديمة، وتقويمه الزمني، وعقائده الدينية، وطقوس دفن الأموات، متطابقة مع ما هو سائد اليوم، ثم انضافت على مر العصور، مجموعات بشرية من كل بقاع العالم، وانصهرت فيما بينها، لتنتج الشعب الذي ننتمي إليه: العراقيين..!

للأسف الشديد، فتاريخ العراق الصادق الصحيح؛ لم يتم تلقينه لنا في المدرسة، ولا في الجامعة، ولا عبر وسائل الإعلام، على النحو الذي وصفته لكم قبل قليل، وكل ما قيل لنا في أدوات التعليم، هو أن العراق بلد "عربي" لم يبدأ تاريخه، إلا مع رجل جاء من شبه جزيرة العرب، إسمه سعد بن أبي وقاص.

 أما الذين كانوا هنا قبل هذا التاريخ، فهم ببساطة فص ملح وذاب، في بحر الفتوحات الأسلامية العربية، فلا سومريين ولا أكديين، بل ولا بابليين أو آشوريين، ولا كلدانيين أوحوثيين، فهؤلاء أقوام سادت ثم بادت، كما يقول لنا تاريخنا المدرسي.

لكن التاريخ الآخر، المدفون في وجداننا، يركل بشموخ تاريخنا المدرسي المزور، فالعراقيون هم هم منذ الأزل، و(شكو ماكو)، و(ﭼا) و(صماخ)،  و(هاون) و(جاون)، و(فالة) و(مشحوف)، و(بلم) و(كضني) و(طركاعة)، و(مسـﮔوف) و(بوري)، و(بارية) و(صريفة) و(طبص) و(كمز) و(شماغ) و(خاجية) و(بشت)؛ وأكثر من خمسة عشر ألف كلمة، متداولة في العامية العراقية،هي كلمات سومرية، مازالت مستعملة لغاية اليوم، خصوصا في جنوب العراق!

كلام قبل السلام: تاريخنا المدرسي كتبه لنا عنصريون، أحاديو التفكير والإعتقاد، يرون أنهم وحدهم العراق، ولا شيء قبلهم ولا شيء بعدهم!

سلام....

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2018-06-09
ملاحظة : الصورة وهو ديوان في غاية الروعة هل هو من ديوان من العراق واين يقع ؟
بغداد
2018-06-09
مقالة في الصميم ... كما هي اغلب كتاباتكم معكم في اننا لانعي اننا امتداد 7 الاف سنة حضارة ولا نفتخر ان الكتابة هي من اختراعاتنا ولا العجلة ولا القانون ووووو بل لانعرف الكثير عن الحضارات السومرية والاشورية وربما يسأل سائل وماهي الفائدة من المعرفة اجيب : اميرالمؤمنين يقول ( حب الاوطان من الايمان ) فاذا استطعنا زرع المفهوم في ذهن الجيل الجديد سيكون قادرا على العطاء لاننا كجيل وقعنا بذات الفخ اذ تصورنا ان الوطن هو صدام والبعث فركنا الى نبذ الوطن وسادت فكرة تركه لكن عندما ينضج الانسان يرى ان الوطن لاذنب له في كل ذلك . اما مسألة المناهج فلقد رششت ملحا ً على جرح فلسنوات مضت انخفضت نسب النجاح في مادة الاجتماعيات !! فالطالب يخشى الاجتماعيات اكثر من الدورس العلمية , واسوق اليكم شاهد اني مرشدة لصف عدده 30 طالبة ثمانية منهم لم يدخلوا البكلوريا لرسوبهم في الاجتماعيات !!! حقيقة امر محزن جدا ودائما يشكلون على طرح المادة وجفافها وهذا يدل على فشل واضعي المناهج كانهم يكتبون عن منطقة في الفضاء البعيد لا يكتبون بحب وتشويق وجمل تجذب وتشعر بالافتخار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك