المقالات

من معنا ومن علينا..؟!

2473 2016-12-13

عمار جبار الكعبي
من بديهيات العقل ومسلماته ان يحدد أصدقائه وأعدائه ، ليضع خطط تتناسب وواقعه ، ليكون سلوكه منسجماً مع ما يمر به من أزمات او مواقف ، وبغير ذلك يكون تخبطه امر حتمي ، والتخبط قد يتسامح معه الفرد ان كان على مستوى حياة الفرد ، ولكنه كارثة على مستوى الدولة ، اذ من مميزات الدول العصرية التخطيط لعشرات السنوات ، ووضع السيناريوهات المتوقعة ، وردود افعال الاصدقاء والاعداء ، لتكون مستعدة لاتّخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وفق رؤية واضحة وعميقة
تشهد الساحة السياسية منذ التغيير والى يومنا الحالي حالة من الضبابية ، تجعل من التنبؤ بمآلات الأمور أمراً مستحيلاً ، بسبب تغير المواقف بين ليلة وضحاها ، نتيجة تعدد الاجندات والارتباطات الخارجية للعديد من الشخصيات المؤثرة في سياسة البلد ، وهذا يقتضي ان يتم الفرز بين من معنا ومن علينا ، اذ يعتبر ذلك الخطوة الاولى لأي حل سياسي ، يطمح لتغيير الاوضاع السياسية والانتقال من مرحلة الصراع الى مرحلة البناء ، وابرز أدوات الفرز هي التسوية الوطنية المطروحة ، اذ عن طريقها سيتم الفرز بين الاصدقاء والاعداء وكذلك المغرر بهم ،من خلال ردود الأفعال التي ستمثل التوجهات والأجندات ، وهذا يوجب ان من يكون معنا يشارك في الحكومة ، لان الضامن الثاني من الضمانات التي تم الحديث عنها سابقاً هو الايمان بالعملية السياسية والديمقراطية ، والاقرار بحقوق الاغلبية الشيعية السياسية والثقافية والاجتماعية وكل ما يترتب عليها من مواقف وسلوك بحكم الواقع
الرافضين للتوصل لحل وفتح صفحة جديدة ، ويصرون على سياسة توفير الغطاء السياسي للارهاب والنزعات الانفصالية بصورة مباشرة او غير مباشرة ، عن طريق رفض التسوية صراحةً او بصور غير مباشرة عن طريق رفع سقف مطالباتهم بغرض العرقلة ، فسيفرزون عمن يؤمنون بالعراق الجديد ، وبين هذا وذاك ستتضح المساحات الرمادية ، وخصوصاً في الجمهور السني سواء الصامت او المغرر به
الموقف الدولي المتمثل بالأمم المتحدة الداعم والمؤيد للتسوية سيكون رافضاً لأي شكوى أو تباكي من قبل الرافضين للتسوية على حقوقهم ، بحجة دكتاتورية الأغلبية ، كون الأغلبية قدمت ولازالت تقدم ، وفتحت أبوابها للاتفاق وبحثت عن المشتركات الوطنية ، وبهذا من سيكون مع التسوية فسيكون حاضرا في الحكومة ومن رفض المشاركة فسيكون معارضة لن يلتفت لها أحد ، إضافة إلى الضمانات الإقليمية التي سيتعهد بتقديمها المشاركون في التسوية وكذلك الأمم المتحدة للحد من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ليكون القرار وطني بنسبة كبيرة في القرارات والمواقف التي ستتخذ مستقبلاً ، وهو ما يمكن اعتباره الانطلاقة الحقيقية للعراق الجديد ، بغالبيته التي تعبر عن مطالبها صراحةً ومن دون وجل بعدما أمضت ثلاثة عشر عاماً محاولة ارضاء الشركاء من دون نتيجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك