المقالات

تفاصيل مثيرة عن مذبحة كنسية النجاة في بغداد

1207 21:16:00 2010-11-01

فراس الغضبان الحمداني

لابد إن نؤكد أولا لنقطع الطريق على الذين يتهربون من سماع الحقيقة ويثيرون قضايا جانبية للهرب من الإدانة نقول لهؤلاء إن مسالة إدانة الإرهاب والإرهابيين عما يفعلونه من جرائم أمر أصبح في نطاق البديهيات ولا خلاف عليه لان هدف الإرهاب هو قتل الناس وترويعهم وتخريب بلادهم وإرهاب عبادهم لكن المهم هو تحديد الجهات المقصرة التي جعلت الإرهاب يجد إمامه الأبواب مفتوحة لتحقيق أهدافه الشريرة .

إن ما حدث في كنيسة النجاة الأحد الماضي وما سبقها من عمليات إجرامية نوعية تكاد تتكرر كل يوم توجد اختراقات أمنية واضحة تسهم في تامين الأجواء المناسبة لتنفيذ مسلسل طويل لعمليات إرهابية ، وهذه الاختراقات تعد وترسم في عواصم مجاورة وأخرى عبر البحار والمحيطات حيث تتشكل الخلايا الإرهابية ويجمع لها الأموال ومتطوعين وتوضع لهم الخطط للإعداد والتدريب ومع كل ذلك فان سفاراتنا في الخارج تغط في نوم عميق ولا يهمهم سوى جمع الأموال والاستمتاع بحياة مرفهة والتملق للوفود القادمة من العراق لضمان استمرارها في مناصبها الدبلوماسية .

إن الغياب الكامل لدور ما يسمى بجهاز المخابرات الوطني الذي يفترض إن يكون له عيون وأذان في الدول والمدن الراعية للإرهاب بل يجب إن تكون له يد مقتدرة تضربهم في عقر دارهم وردعهم من القيام بأي عملية تستهدف المواطن العراقي وجعلهم يدركون بان الرد سيكون فوريا والعين بالعين والسن بالسن ومن بدا هو الأظلم ولكن واقع الحال يؤكد إن جهاز مخابراتنا ومنذ تأسيسه بعد عام 2003 على يد الشهواني ورغم مليارات الدولارات التي صرفت عليه لم يقدم الحد الأدنى من العمل الأمني المنظم فصار هذا الجهاز مشلولا وغير فعال ولا يعلم من الذي أتى والذي ذهب والدليل هذه الإعمال الإرهابية ومنفذيها من العراقيين والأجانب .

إن ما حدث في كنيسة النجاة في الكرادة يؤكد غياب مطلق لسياسة الأمن الوقائي ألاستباقي الذي تعتمد على مبدأ المباغتة في مكافحة وإجهاض العمليات الإرهابية وهي مازالت في المهد وفي مراحلها الأولى لان وصول الإرهابيين لمرحلة التنفيذ معناه أنهم حققوا أهدافهم والدليل هذه الخسائر الجسيمة وهذا ما يؤكد فشل أجهزتنا الأمنية برؤوسها المتعددة الدفاع والداخلية وعمليات بغداد ويضاف إليها جهاز مكافحة الإرهاب والمخابرات والاستخبارات ووزارة الأمن الوطني .

إن تفاصيل مذبحة كنيسة النجاة تجعلنا نتوقف أمام حقائق مذهلة وفي مقدمتها اختراق هذه المجموعة حدود العراق الدولية ووصولهم إلى نقطة آمنة في قلب بغداد محاطة بكم هائل من نقاط السيطرة وهي تحت نفوذ الأحزاب الحاكمة ووسط منطقة مكتظة بالسكان ومزدحمة بكل أنواع الأجهزة الأمنية فكيف وصلت السيارات الملغومة إلى أماكنها المحددة وكيف عبرت كل هذه النقاط ومن ثم تم تنفيذ صفحتهم الأولى بضرب السيطرة القريبة وترجل المسلحين بهدوء ليقتحموا كنيسة النجاة حيث وجدوا الطريق سالكا والغريب _ وهذا بحد ذاته يحتاج إلى تحقيق خاص من رئيس الوزراء _ بان هناك من الأجهزة الأمنية قد قامت قبل 36 ساعة من الجريمة برفع العوارض الحديدية التي وضعت لحماية الكنيسة وكان الأمر دبر بليل .

لقد جرت تفاصيل رهيبة داخل الكنيسة وفظائع مرعبة لترويع هذه الشريحة المسالمة من الشعب العراقي فقد تم قطع رأس القس ثائر عبدال والقس رائد عبدال والشماس نبيل وفصل رؤوس عائلة جان وزوجته وطفلهم الرضيع وكذلك فصل رأس طفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات وجميع حالات الذبح وفصل الرؤوس جرت أمام الحاضرين والمحاصرين داخل الكنيسة وبعدها قام الإرهابيون بتفجير الأحزمة الناسفة وسطهم وكان الحضور في هذا القداس بحدود 180 زائر واستشهد منهم وحسب المعلومات الأولية الواردة من المصادر الحكومية و القنوات الفضائية نحو 52 زائر إضافة إلى 68 جريح ولعل في ذلك رسالة متعمدة يراد من خلالها التعجيل بإفراغ العراق من المسيحيين وإيجاد ذريعة لجميع دول العالم بتكريس الصورة الإرهابية للمسلمين .

إن هذه الرسالة أو هذا الاختراق له ترتيبات تكميلية من خلال تعاون وتنسيق مع بعض الفضائيات بترويج رسائل الإرهابيين وهذا الأمر بحد ذاته إشكالية كبرى ولا ندري لماذا تسكت الحكومة التي تدعي أنها تريد تطبيق القانون على فضائيات تروج للإرهاب وكذلك بعض الصحف المرتبطة بالمخابرات السعودية وفي مقدمتها الشرق الأوسط طبعة بغداد وهذه ظاهرة غريبة أن تكون للسعودية طبعة تحريضية في بغداد وهناك جريدة أخرى تمول من ذات الجهة وهي العالم والدليل أن قناة MBC السعودية تروج لها وتطالع صفحاتها ضمن الصحف الصعودية وبذات الاتجاه تعمل وتنطلق فضائية البغدادية والشرقية وجريدة الزمان وهنالك طيف آخر من وسائل الإعلام والمنظمات الشبحية والوهمية والمشبوهة التي تدعي الدفاع عن الحريات الصحفية والتي تعد حاضنة للإرهاب وأفكاره .

ترى إن فشلت الحكومة فأين دور البرلمان من هذه الفوضى الأمنية وهذه الاختراقات غير المعقولة التي تهدد بقاء الشعب العراقي وحياته بل أنها تهدد بقاء الدولة العراقية بكاملها لا سيما إذا ما عرفنا بان أطراف إقليمية أخرى وقوى دولية لها هي الأخرى اختراقات وعمليات لا تستطيع إن تتحملها شعوب بكاملها فأين الحل ومن هو المنقذ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحسني
2010-11-03
هل يعلم السيد الكاتب المحترم والسادة القراء ان ثلث جهاز مخابرات الشهواني هم من سكنة منطقة الاعظمية والناس يعلمون هناك بأن فلان من الناس هو ضابط مخابرات ومع ذلك لا احد يعترضه ولكم ان تفسروها .. والثلث الاخر هم من سكنة الموصل والباقي من الانبار وتكريت وبعض الاكراد ممن لاعلاقة لهم سوى بكردستان اي انه جهاز طائفي ويعمل لصالح القاعدة والارهابيين
عبدالله علي شرهان
2010-11-02
لايهم عدد الشهداء والجرحى وعلينا ان لانتطرق الى التقصير الامني ويجب ان لا نقول ان المالكي استعان بضباط خونة لقيادة الاجهزة الامنية بسبب ولائهم له هذا كما يظن هو لكن ولائهم الحقيقي لسرقة المال العام علينا ان لا نحاسب احد فالعراق بخير والمسيحيون بخير مادام المالكي لايزال على كرسيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك