المقالات

الاستراتيجية الأمريكية في العراق

885 12:02:00 2010-10-31

شهد الدباغ

منطقة الشرق الأوسط شريان الحياة الرئيس بالنسبة للعالم فلقد تميزت هذه المنطقة بدور بارز في الاستراتيجيات الدولية فهي منطقة تواسط تمر بها جميع الخطوط البحرية والجوية الرئيسة المتجهة من الغرب إلى الشرق والعكس، كما أنهـا تحـوي الموانيء والمطارات اللازمة لإيواء قوافل الانتقال البرية والبحرية عبر المسارات العالمية.وقد ركز الكثير من الخبراء على أن أهمية هذه المنطقة " الشرق الأوسط " تكمن في منطقة الخليج ,إذ أن هذا الخليج هو قلب الشرق الأوسط جغرافياً، وبابه السحري، وصندوقه الذهبي الذي يسيل له اللعاب.تبرز التقارير بوضوح المعالم الرئيسية والخطوط العريضة للاستراتيجية النفطية للولايات المتحدة الأمريكية , و أكدت هذه التقاريرعلي ضرورة اعتماد الولايات المتحدة علي سوق مستقرة للطاقة وسياسة خارجية تحمي امدادات النفط,فقد جاء فيها:لا يرتبط في سوق عالمية للطاقة أمن الولايات المتحدة في مجالي الطاقة والاقتصاد ارتباطا مباشرا بمصادر طاقتنا المحلية والدولية فحسب، بل بمصادرالطاقة لدي شركائنا أيضا ويمكن لانقطاع رئيسي في إمدادات البترول العالمية أن يترك آثارا سلبية علي اقتصادنا أو قدرتنا علي الترويج لأهداف سياستنا الخارجية والاقتصادية، بغض النظرعن مدي اعتماد الولايات المتحدة علي البترول المستورد.. .ولذا يري بعض الخبراء، في مجال سياســــــات الطاقة، أن البلدان التي تمد الولايات المتحدة بالطاقة وأساسا النفط موزعة علي كافة أنحاء العالم، والعالم العـربي بالرغم من وضعه المتفوق في الانتاج وبخاصة في حجم الاحتياطي لا يمسك أبدا بخناق الولايات المتحدة ذلك أن نصف مستوردات أمريكا من البترول، تأتي من العالم الجديد.إن الخبراء الاستراتيجيين في وزارة الدفاع الأمريكيــــــة وفي مجلس الأمن القومي الأمريكي ينظرون إلى العراق بأنه قلب منطقة الخليج و المنطقة الآسيويــــة، وأن السيطرة على العراق تعني السيطرة على البترول، والتحكم في خطوط المواصلات الإستراتيجية. ولذلك ربما من سوء حظ العــراق انه يملك هذا الموقع المهم في النظرة الاستراتيجية الأمريكية وأصبحت السيطرة عليه واحتلاله هدفا رئيسا يأتي في أولويـــــات السياسة الأمريكية الساعية نحو حلم الإمبراطورية، فالعراق عندما تدخله القوات الأمريكية سوف يؤدي إلى خنق كل من دول المنطقة .كما أن سقــــــوط العراق سوف يؤدي إلى قطع الاتصال بين المشرق العربي وبين بقية العالم الإسلامي، وخصوصاً إيــران وتركيا وباكستان وأفغانستان، ويؤدي إلى اتصال مناطق النفوذ الأمريكي في تركيا بمنطقة الخليج وعزل كل من سوريا وإيران كل منهما على حدة، وبالتالي خلط الأوراق في المنطقة وحرمان العرب من أهم سلاح كان لديهم في مواجهة إسرائيل، وهو العمق الاستراتيجي الضخم المساند لدول المواجهة أثناء الحرب، والذي يؤدي إلى عزل إسرائيل إقليمياً وقت السلم.حقيقة ان مايحصل في العـــــــراق ليس بعيداً عن التخطيط الدقيق والمحكم لادارة الصــــراع بدمويتـــــه وفوضويته ولاانسانية , وليس هناك عفويه،ولا فقدان بالسيطرة انما هي استراتيجية.فالاستراتيجيـــــــة الامريكية لاتبنى وفق ذوق واهتمامات حزب او فئة بل وفق حسابات بعيدة المدى تأخذ في نظرها المصالح الامريكية اولاً وأخراً.فهذه المهمه مخطط لها بوعــــي استخباراتي ومحكومه بدراسات معمقه وتسير الادارة الامريكية وفق ماخططت له فانه من الســذاجه ان يتصور البعض ان امريكا يمكن ان تدعم فئة معينة لاستلام السلطة في العراق وبالثمن الذي دفعته وتدفعه يوميا ً.ومن ضمن هذه الاسترتيجية الترويج للنظام الفدرالي والاقاليــــــم ودفع المحافظات للتمرد وبناء مجتمع منقسم من خلال استغلال التعدديه الثنائيـــة للمجتمع العراقي وتكريس الفتنة والانقسام - عرب و كرد , شيعه وسنه , مسلمين ومسيحين .و كذلك بناء مؤسسات دولة جديده .....ولقد ذقنا مـــــرارة الاحتلال وقسوته وهمجيته رغم العنوان الذي دخل به الاحتلال وهو تخليص الشعب العراقي من الدكتاتورية الصدامية وقد استغل المحتل اوضاع الشعب العراقي المأساويه التي كان يعانيها .وقد اوصلت السياسيــــة الامريكيـــــة الشعب العراقي الى حقيقة ان النظام الديمقراطي لم يعد الحل الامثل لمشاكل العراق وان العله تكمن في الطبقه السياسية بجميع مكوناتها.و المخطط التالي للاستراتيجية الامريكية بناء اقتصاد جديد رأسمالي و من ثم استمـــرار الهيمنه والتحكم بمقدرات البلد والسيطرة على موارده لعقود طويلة.ومن مخططات الاستراتيجية الامريكية فرض العلمانية , ويتم ذلك من خلال افشال المشروع الاسلامي وتحميله كل السلبيات و مايجري في الساحة العراقية هذه الاستراتيجيه مخطط لها بدقة , بحيث جعلو الناخــــــــــب العراقي غير راض عن اداء زعمائه و الذين ادخلتهم امريكا في صراع داخلي ونــــــــــزاع على المناصب, لكي يرضى المواطن العراقي بالخيار الامريكي و هذه هي الاستراتيجيه الامريكية ، و اما ما سيتلوه فهو نشــر الفكر العلماني بعد افشال المشروع الاسلامي وادخاله في نفق الفساد والعجز عن تقديم الخدمات وغيرها من المؤشرات.حتى يصل الامر بالناس بالقاء تبعات كل مايجري على الذين انتخبهم الواطـــــــــن العراقي , كما هو موجود حاليا .و ما تشهده الساحة السياسية العراقية من خلافات بدأت بالتزايد منذ اعلان نتائج الانتخابات النيابيــة التي جرت في اذار مارس الماضي، بلغت اشدها بين اكبر ائتلافين، العراقيــــة ودولـــة القانون، بعد حصول الاول على 91 مقعدا والثاني على 89 مقعدا الذي شكل تحالفا مع كتل اخرى بغيــة تكوين الكتلة الاكبر برلمانيا وهو الامر الذي عارضه ائتلاف العراقية معتبرا كتلته هي الفائز الاكبر الذي تقع عليه مهمة تشكيل الحكومة.وينقل عن خبــــــــراء قولهم "أن الخطة الأمريكية الجديدة لتقسيم العراق على أساس كيانات طائفية ستكون صعبة للغاية، إذ لابد من وضع تصــــور مستقبلي لكل كيان من تلك الكيانات الطائفية العراقية في علاقاته من دول الجوار العراقي مع الذي يتفاعل معه إيجابا وبحيث تتم مباركة هذه العلاقــــــــــــــة الجديدة والحفاظ عليها وتطويرها وليس العكس".ان خطورة ما هو قادم على العراق ليس ببعيــد في ظل ما يعمل به الأمريكيــون سرا وعلانية للإجهاز على ما تبقى من العراق وتكريس ما أمكن من ثقافات وعقائد المشروع الطائفــي والمذهبي ، وبالتالي زرع نار الحقد والبغضاء بين كياناته التي مهدت لها الطريق قوات الاحتلال الأمريكي منذ أن وطأت قدماها في اليوم الأول للعراق.فلابد من القول : ان مستقبل العراق في ضوء هذه التطورات يتوقف على الشعب العراقي ذاته .لذلك فان الوعي والتحدي والمقاومة وخلق القاعدة الشعبيه الواعيه، هي السبيل الوحيد لمواجهة المشروع الكبير الذي جاءت به امريكا الى العراق .

الاعلامية : شهد الدباغ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك