علي حسن الشيخ حبيب
من خلال مسيرتنا اليومية في حياتنا الحافلة بالكثير من المواقف والمحطات المتنوعة، التي تترك علينا اثار وانطباعات تؤثر على تصرفاتنا وانماط سلوكياتنا اليومية، ومنها طبيعة اطلاق الاحكام الايجابية والسلبية على الناس ، فحين نحكم على الناس وتصرفاتهم بظاهرها تكون احكامنا قاسية، لاننا ننخدع بالظاهر، ولا نفكر لحظة أن ننظر في جوهر الأشياء ، ولو أمعنا النظر في الأمورالمختلفة والمواقف المتنوعة والارادات المتباينه، فاننا حتما نصل الى حقيقة الامور من خلال البحث والتفكير والروية وعدم اطلاق العنان الى نفوسنا بتكوين افكار سلبية عن الكثيرين من حولنا.. واننا في احيان كثيرة ننبهر بالشخص الذي يحسن تزيين الكلام، وتنميق العبارات ، او نخدع بالمظاهرالانيقة للبعض ، فنأخذ انطباعا جيدا عن شخص ما، ونظن ان ما في داخله من الثقافة والبيان ما لا يحمله غيرة كفيل ان يرجح كفة الامور لصالحه، ويجعله فوق الشبهات ونضع علية هالة من القدسية، او نضعه في خانة العظماء وذوي البصيرة، وتضعه الناس في خانة فوق البشر وتحت المعصوم ! ان الطبيعة المتغيرة للحياة التي نخوض غمارها يوميا التي نتعرض فيها الى مواقف سعيدة او محزنة مشجعة او مخيبة للامال متذبذبة ومتقلبة فأنها تترك بصماتها الايجابية والسلبية في حياتنا اليومية وفي احيان كثيرة ومن خلال مراجعاتنا اليومية لانفسنا، او لطبيعة الزمن الذي تكفل في كشف الزيف والكذب والخداع والتلون للكثيرين ممن نعاشرهم ونثق بهم، او ممن ينصب نفسه قائدا ومعلما للناس، وبقدراته الشخصية الفائقة في المكر والخداع تمرر الكثير من المغالطات والمواقف المشينه والدعوات الباطلة اوالتبريرات ذات المصالح الحزبية الضيقة وتنطلي علينا لاننا لانملك منظار نستطيع من خلالة كشف نوايا الناس اوالنظر الى بواطنهم او رؤية مكنونات تفكيراتهم ، ولان حبل الكذب قصير ولم ولن يدوم،وان ما تخفية مساحيق التجميل من قبح السريرة وشيطنة السلوكيات اليومية وابتسامات خادعة ترتسم على وجوة منمقة ملوؤها الحقد والجبن والتصيد بالماء العكر وتحين الفرص والهلث وراء سراب الدنيا وسمعة زائفة يريدون تسطيرها على الرمال المتحركة ...وقد قالوا: الرجال صناديق مغلقه لا تفتح إلا بالاختبار والمعاشرة؟وقال الشاعر:-قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقمويقول شاعر آخر:-ما ضر شمس الضحى بالأفق طالعة أن لا يرى نورها من ليس ذا بصر اختلفت قياساتنا واحكامنا على الناس حتى اصبح صاحب الصوت الأعلى مسموع وتغص مجالسة ومحافله بالناس وإن كان مخادعا، واهملت الناس صاحب الصوت الضعيف الذي ليس له بوق اعلامي او حاشيات او خدم وحشم حتى وان كان صادقا.حتى لا تكون العواقب وخيمة فتراهم يتشبثون بحرية التعبير او فضاءها الواسع ويعلقون كل اخفاقاتهم عليها ، فليست البسالة والإقدام بنفس المعيار، وليس الخجل وقلة الكلام او عدم الرد بنفس الاسلوب والطريقة جبنا، لان الحياه لا يمكن أن تقاس بما يدور على سطحها بل يجب التمعن في خفاياها، ولا نحكم على الناس على ظواهر الامور بل بما تكنه صدورهم وقلوبهم وليس كل ما تسمعه الأذن تطرب له ، ولا ما تراه العين صورة حقيقية ! لان الصورة قد تكون أكثر وضوحا إذا حدق الإنسان بما هو أبعد وأجمل منها.إن الصفات التي يتحلى بها البشر من القوة والضعف و أشكال زائفة تحمل خلفها حقائق مغايرة تماما لما يبدو من ناظريه، خاصة أن هناك بعض الناس لها عيون ترى المظاهر فقط.ولان لكل شيء نهاية فعلينا ان لا نصرف الكثير من وقتنا مع العقلية المتخلفة الجاهلة المتحجرة الغير متفهمة والظالمة و إن ما نشاهد بأعيننا منهم ، ونسمعه بآذاننا عنهم ليس إلا سرابا خداعا في معظم الأحيان، لا يستطيع أن يكتشفه إلا من كان على بصيرة والذي يرى بقلبه ما لا يراه بعينه؟
https://telegram.me/buratha