المقالات

خطر الانفراد بالقرار

639 11:23:00 2010-10-27

وليد المشرفاوي

لا شك إن كثيرا من الأولياء وأصحاب النظر والعقول السليمة المتنورة تتألم نفوسها وتحزن عندما ترتكب خطأ أو تزل قدمها عن جادة الحق والصواب لأنها تعتقد بفطرتها الطيبة ما ألهمت من هدى عن طريق الوحي الرباني أو الحديث السري مع النفس والذات أنها تستحق ما يقع عليها من عقاب مفروض إلهيا أو وضعيا ليتم لديها حالة من الرضا والطمأنينة لأنها عاقبت نفسها الأمارة بالسوء دائما ولكي لا تكرر الخطأ وتلدغ من جحر مرتين .وكثيرة هي القصص والروايات التي تحدثت عن هكذا مواقف ومحطات ولعل أوضحها وأقربها ألينا حال ذلك القائد العسكري المتقدم أثناء الفتوحات الإسلامية الأولى إلى أذربيجان وكيف انه اغتر من انتصاراته السابقة في عدة مواقع رغم انه كان يخطط ويسهر الليل من اجلها وبذل جهدا فكريا في التخطيط لها ويعتمد استشارة معاونيه وقادته وحتى جنده ثم يتوكل على الله تعالى قبل أن يقدم على أي عمل عسكري فاتح , وطال عليه الأمد نسبيا بالانتصارات إلى أن ركبه الغرور والهوى فتقدم غازيا غير مبال بإتباع أسس وأسباب النصر وترك خلفه هذه الأمور من الحاجات والاحتياجات وتقدم إلى إحدى المحاور وهو زاهد بالأمر معتمدا على قوته وقدرته على الأعداء غير حاسب عدتهم وتغير أحوالهم وما يملكون من مكر جديد , وعند اللقاء بين الجيوش وبدء المنازلة كانت الأمور تميل إلى صالح العدو رويدا رويدا وما هي إلا ساعة وجيوش القائد المغرور تنكفئ متقهقرة إلى الخلف مذعورة تلبس ثوب الخيبة والانكسار ويرجع من حيث أتى مخلفا قتلاه وجنده بحالة فوضوية مقطعة شذر مذر, وعندها وضع يده على جبهته صارخا مولولا ولكن لات حين مندم . تلك صورة كثيرا ما تقع في التاريخ وفي حياة القادة والأمم والشعوب وذكرها ليس من اجل الترف الفكري أو التسلي القصصي بل يجب أن تكون هذه عبرة ودرس ومحطة تذكر ومراجعة للذات وخصوصا لدينا كثيرا ما ينطبق من صورها علينا ونحن الذين حاربنا الأعداء طوال حياتنا وخبرنا الحياة والتاريخ وأنواع الظلم وخسة الأعداء وإنهم إن تمكنوا منا لم يرحمونا فهم ذئاب مفترسة قد أصابها الكلب بعد أن استمرأت دم الإنسان ولحمه فتجاوزت الحدود عليه بكل فظاعة مروعة . نكتب هذا وتعاليمنا الإسلامية ونهجنا الأصيل في الحياة يبين إن من استبد برأيه هلك وعليه أن يفكر بعمق ويستشير الآخرين في الصغيرة والكبيرة من أهله وذويه وأصحابه وشركاءه في السراء والضراء والمصير الواحد لكي يشارك الآخرين عقولهم ويبتعد عن الأساليب الديكتاتورية التي هي خطر فاضح وخلاف لمدعيات الوطنية والتحرر, كما يجب عليه الحذر من التمدد على حساب الآخرين أو تقزيمهم سواء كانوا أفرادا أو قطاعات عامة في الساحة السياسية العراقية وعليه أيضا أن لا ينظر إلى مصلحته الخاصة أو حزبه وجماعته وأتباعه بل عليه صادقا أن يضع مصلحة الشعب والوطن والمذهب في أولويات برامجه , كما عليه أن يتعمق وينظر إلى ما يخلفه عمله الانفرادي على الآخرين ومن المخلصين خاصة من أذى وحرق الأعصاب وخصوصا من أتباع أهل البيت (ع) الذين عانوا الأمرين وخاصة في القرن الأخير وفي العراق الجريح . عليه قبل أن يفرح في أي انجاز حققه في مسيرته أن يضع أمامه جميع التضحيات العظام التي قدمت على طريق الحق والإيمان من جحافل هذا الشعب المظلوم وبالخصوص من أتباع هذا المذهب العظيم مذهب جعفر بن محمد الصادق(ع) . وعليه أن يحسب ألف حساب لكل موقف خاطئ ارتكبه أو كرر ارتكابه في عالم المعارضة والحكم والجهاد , كما عليه أن يكون رياضي القلب واسع الاستيعاب والتحمل يعترف بأخطائه وممارساته ويجلد ذاته وذات أولئك المقربين منه الجالسين للمكاسب والعناوين والأموال الذين خبر الناس الكثير منهم وبأنهم لا يصلحون لتلك المواقع لأنهم ليسوا أهل مصيبة أو فداء أو محنة . نعم , قد يقال عنهم أنهم كانوا في القافلة لكن لا يعلم احد موقعهم عند النزالات الكبرى والفداء العظيم الذي أعطاه الشعب على طريق حريته وكرامته واستقلاله وحماية مقدساته وخلود شعائره , ونسال ونقول في أي معارضة من العالم وفي العراق خصوصا أن يعطي أكثر من (10) من المراجع العظام شهداء من اجل الكرامة والخلاص من حزب البعث العفلقي , إضافة إلى دماء شعبنا المكلوم جميعا , لا يقدر ذلك ولا يعرفه إلا من به ألم حيث لا يؤلم الجرح إلا من يكابده , كما أن على الجميع في هذه الأجواء المشحونة , والترقب المريب إلى ما ستنتهي إليه الأمور , مراجعة الذات والوقوف على صخرة الوحدة الصلدة ونبذ الهوى والتحزبات والخطوط جانبا وتقديم مصلحة الأمة والمذهب على كل مصلحة والابتعاد عن الجدل الفارغ والمماحكات المملة التي لا تجدي إلا الخسران وتهديم البيت الإسلامي من الداخل لا سامح الله تعالى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك