عمار العامري
بعد ما يقارب على ثمان اشهر من أجراء الانتخابات في العراق لم يتوصل الفرقاء السياسيين إلى نقطة لقاء نحو تشكيل الحكومة على الرغم من محاولاتهم الجارية وحركاتهم المكوكية وجولاتهم الداخلية والخارجية حيث التعبير عن الآراء والأفكار التي تختزلها عقولهم وتختلف عليها ألسنتهم فمنهم من يصعد في خطابه ومنهم من يهاجم وأخر يهادن والنتيجة الهروب من الواقع إلى ظلام المصالح الحزبية والفئوية حتى صارت الحالة إيجاد محاور متنافسة سوف لن تصل بالعراقيين إلى خير الأمن والأمان وكانت للمشاريع السياسية المطروحة صدى ولكن السقف العالي للمطالب أخر الوصول للهدف المنشود.فكان المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السباق في طرح المشروع المناسب الذي يخدم مصلحة العراقية ويحقق كافة الأهداف التي يتفق عليها بين الكتل السياسية الممثلة لأبناء الشعب العراقي " فالطاولة المستديرة " كانت من أهم ما طرح في الشأن السياسي للخروج من أزمة تشكيل الحكومة منذ بداياتها الأولى فقد نادى السيد الحكيم بهذا المشروع ولكنه ووجه من عدت إطراف بالرفض لأنه لم يحقق مكاسبها ومصالحها الحزبية على الرغم من أن الجميع متفق على المبادئ التي يحققها الجلوس على الطاولة إذا ما شرع بها فان الطاولة المستديرة سوف تحقق عدت أهداف منها الشراكة الوطنية الحقيقية لجميع العراقيين على مختلف مشاربهم السياسية والعرقية والاجتماعية لان الشراكة في القرار السياسي تعتبر خلاصة التفاهمات على المبدأ الجمعي بعيدا عن المزايدات والصفقات السياسية وتنقذ العراق من شبح الديكتاتورية المرعب وهيمنة نظرية الحزب الواحد وجماعة الحزب وأرباب الحياة التافهة.كما أن الطاولة المستديرة ستنتج قرارا سياسيا في العراق يولد من مخاض عراقي على ارض العراق وسوف لن نكون بحاجة للتدخل الخارجي وستغلق الأبواب أمام أي تدخل من شانه جعل القرار العراق وديعة يأخذه متى ما شاء صناعه أسياد الدول الإقليمية والتي باتت دولهم محطات للمتاجرة بثروات العراق وخيراته وأكثر من ذلك تم خلط الأوراق على العراقيين من خلال هذه الجولات التي لو أنها كانت قبل سنوات لفتحت أمام البلاد أفاق واسعة من العلاقات الدولية ولكن الحقيقة تظهر أن مصالح الأحزاب والجماعات أولى من دماء العراق التي سقطت في الأيام الدامية والتي باتت لم تذكر ألا على نحو حدث في مثل هذا اليوم.فأذن الطاولة المستديرة التي كانت من البرامج السياسية المنطلق من ثوابت ومبادئ المجلس الأعلى وقد تحرك السيد عمار الحكيم لإنضاجها تلقى الترحيب الكبير بعد أن جدد المطالبة فيها الطرف الكردي البارز السيد البرزاني والذي يحظى حزبه بـ32 مقعدا في البرلمان العراقي لنجد أن الكتل الرافضة تسعى لكسب ود السيد البرزاني حينما ستلبي دعوة الحضور والجلوس على الطاولة المستديرة كما أن دعوة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ادملكرت جاءت داعمة للكتل العراقية للجلوس على الطاولة المستديرة لحل خلافاتهم وإنضاج أفكارهم وجعل القرار السياسي العراقي عراقيا وعدم الفتح الباب للتدخل الخارجي في الشأن السياسي ويعتقد المتابعين للشأن السياسي العراقي أن الطاولة المستديرة هي المنقذ للعملية السياسية في العراق ومنها سوف تنطلق الشرارة الأولى لتشكيل الحكومة العراق المرتقبة.
https://telegram.me/buratha