المقالات

حبات الرمل

686 10:54:00 2010-10-25

قاسم العجرش

في ذاكرتكم أن نتاج التوليتارية البعثية كان توزيعا عادلا للقمع والفقر على جميع فئات المجتمع، وفي أوساط تلك الفئات بنت الشمولية تشكلات تنفذ مهاما لصالحها، غير أنها ابقتها بحجم محدود، مثل حبات الرمل لا يربط بينها رابط سوى المكان صار مجتمعنا، لا قوى ذاتية تحركه، فقواه بلا حول أو قوة، القوى الخارجية وحدها هي القادرة على الفعل، والفعل هنا لمصلحتها وليس لمصلحتنا بالتأكيد، ولم تكن قط بديلا عن سلطته، بعضها فقط تلك التي أفلحت أن تكون جزءا من السلطة بعد أن نالت شهادة حسن السلوك، فغدت بنى موازية لبنى السلطة، وفي كل مستوى تقريبا كان عند النظام أذرع غير ذراعه الرئيس (التنظيم الحزبي)، كان عنده زعماء عشائر ورؤساء طوائف وخطباء مساجد ودعاة من كل المذاهب، وكان عنده شيوخ عشائر جدد ومعظم القدامى أيضاً، ورؤساء غرف الصناعة والتجارة ورؤساء وأعضاء النقابات والأتحادات، وقادة أحزاب كاريكاتورية صنعها هو، ومعظم الموظفين العموميين، المديرين العامين والوزراء ورؤساء أجهزة الأمن والشرطة وقادة الوحدات العسكرية، ومدراء المدارس، وقادة الفرق الرياضية وأندية الشباب، كانوا جميعا يعملون ضمن منظومة متكاملة، يقومون في آن واحد، بنقل قرارات القيادة (الحكيمة) وتوجيهات (الحزب والثورة) إلى رعاياهم وتابعيهم ومريديهم وجماهيرهم ومرؤوسيهم، يقومون بتعبئتهم وتحشيدهم للمشاركة في "الأعراس" والمهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات والمسيرات... تتذكرون العام 1982 ففيه جرى الأحتفال بذكرى أنقلاب 17تموز ليلا، عند الساعة الثانية بعد منتصفه، كان الجو حارا جدا في النهار، وأجبر طلاب المدارس والطالبات على المبيت ليلا في شارع مطار المثنى، فقد ضبط ذراعا النظام الرئيسي والثانوي حركة الناس على وفق ما يرغب النظام وعلى إيقاع حركته، فرقصوا معاً على قرع طبولها حتى الصباح، وكانت لتلك الليلة نتيجة واحدة هي تمزق المجتمع، ولم يتمكن الآباء والأمهات الخيرين من الأعتراض على مبيت أبنائهم وبناتهم خارج البيوت في تلك الليلة، والخيرين فقط منهم قاموا بمصاحبة بناتهم في الأحتفال ...ورقصوا معهم ومعهن مرغمين! ، مع أولئك سنتصالح! بمعنى أصح أن المجتع لم يتمكن من الدفاع عن ذاته، وبالحقيقة فقد بوصلته، وبفقده البوصلة مزققته الرياح القوية، تمزق المجتمع العراقي أشلاء، ولم يكن هناك مثل أبراهيم النبي يدعوا الطير اليه يأتين سعيا، فزمن المعجزات قد ولى، وبديهي أن النظام الشمولي لا يحيا أو يقوم ولا يستمر إلا على أشلاء المجتمع، الشمولية والنظام الأجتماعي المستقر لا يعيشان على سطح واحد، فكان لا بد من تفكيك المجتمع، وهذا الذي جرى بالضبط، كانت عملية تفكيك أعقبتها عملية تذرية المجتمع، لقد تعطلت آليات دفاع المجتمع عن ذاته تماما...سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2010-10-26
أخي الكريم عبد الرزاق السعيدي ، أشكرك على مرورك وتعليقتك، ولكن تمعن سيدي بالمقال فقد قلت "جميع فئات المجتمع" ولم أقل مكونات، والفرق بين بينهما، وجنابك الكريم تعني فيما ذهبت أليه المكونات سلامي وتمنياتي
عبد الرزاق السعيدي
2010-10-26
عفوا اخي العزيز لم يكن القمع البعثي موزعا بشكل عادل على جميع فئات المجتمع بل كان موجها ضد الشيعة بالدرجة الاولى وعلى الاكراد بالدرجة الثانية ... وجود بعض حالات القمع الفردية لبعض السنة ليس دليل... مظلوم الدليمي اراد السلطة لنفسه وللدليم فقتله صدام..التعميم مضيعة لدماء الشهداء .. ووجود صور الطاغية في اغلب بيوت السنة اكبر دليل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك