حيدر خالد العميري
كلنا سمعنا عن التحقيق الذي اجرته صحيفة العالم العراقية والتي يرأس تحريرها الاخ الصحفي (( سرمد الطائي )) حول اكتشاف عملية فساد مالي وتلكؤ بالانجاز في المدينة الرياضية في البصرة وقد عزز التحقيق بوثيقة قد حصل عليها بطريقته الخاصة والامهنية حول هذا الموضوع.وبعد نشر التحقيق في الصحيفة المذكورة وشرح تفاصيل القضية كنا نتوقع من المسؤليين في وزارة الشباب والرياضة ان يقوموا باجراء تحقيق معمق حول الموضوع ونشر تفاصيل التحقيق بنفس الصحيفة حتى تتحقق العدالة ويكفل الصحافة حرية الرد على الاتهامات الموجهة للوزارة .ولاكن الغريب بالموضوع بدلا من ان تقوم الوزارة ولو بطلب الاطلاع على الوثيقة او حتى توضيح الالتباس الحاصل في التحقيق الصحفي المنشر ان وجد تفاجئنا ان وزارة الشباب والرياضة سارعت الى رفع دعوة قضائية ضد الصحيفة ورئيس تحريرها ومطالبته بدفع تعويض مادي يقدر بمليار دينار عراقي ومازلت الدعوة مرفوعة امام المحاكم المختصة للنظر بالدعوة المقامة ضد الصحيفة..!!هنا نأتي للشئ المهم بالموضوع ان في البلدان التي ترفع شعارات حرية الرأى والتعبير والتي يكفلها لنا الدستور العراقي الجديد الذي يفسره السياسيون حسب اهوائهم للاسف الشديد ينص الدستور العراقي وفي نص المادة ( 38 ) أشار إلى هذا المفهوم بالقول: :تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب :-أولا : حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائلثانيا : حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام ولنشرثالثا : حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون.فالتحقيق لم يخالف نص المادة المذكورة للانه لم يخل بالنظام العام ولم يتعرض للاسائة للاي شخصية بالاسم فواجب على كل شخص اذا شعر بوجود خلل أو تجاوز ما إن يقوم بالتصحيح أو التنبيه أو الاشارة إلى مكامن الخلل من باب طلب التصحيح ناهيك على انه واجب شرعي يحتم علينا عدم السكوت وذلك في نص الحديث الشريف بقول الرسول (ص)((من راى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"))ناهيك انك وينشر أي خلل تكون قد ساهمة في تقليل حجم الخطأ وتقويم عمل المسؤل فالمسؤل ليس فوق القانون ولامعصوم والمسؤل اصبح مسؤل بسبب تكليف المواطن له بأن يكون مسؤلآ امامه والمحافظة على حقوقه وادارة اموره والتعريف الصحيح لكلمة المسؤل التي وللاسف يجهلها او يتجاهلها بعض المسؤليين الحاليين هو شخص اعطا تفويض لشخص ما للادارة الأمور العامة والمحافظة عليها ويمكن للشخص ان يحاسب المكلف ويسأله .ولاكن للاسف ان البعض ينظر لهذه المواقع على انها مناصب ازدادت تشرفآ بجلوسهم في موقع معين وانه لايخضع للاي انتقاد او أي سؤال من قبل الجمهور وان حصل فعليه ان يخضع لقانونين مملكة هذا المسؤل.ولايريد هذا المسؤل ان يتخيل يومآ ما انه شخصية عامة وبذلك يكون عرضة للانتقاد والمسائلةفعليه اود ان اتسائل ان كان لايوجد خلل في الواقع الرياضي للبلد ايعقل ان يكون حال الرياضة في العراق بهذه الدرجة المتدنية والمتراجعة في كل المجالات الرياضية ومنها البنية التحتية وهي اساس الرياضة في البلدان التي تريد التقدم في المجال الرياضي فهي بمثابة الشرارة الاولى لبناء المجتمع من الناحية الرياضيةفنحن نعلم الاخفاقات والاخطاء التي حصلت وتحصل بأتحادات اللعبة فهي محل تشخيص للمراقبين ولاتخفى على احد يدعي الانصاف والجري وراء اضهار الحقيقة في مختلف المجالات.اما اذا عدنا الى صلب الموضوع فأن حال الصحافة يتدهور يومآ بعد اخر ونجد الكلمة الحرة وللاسف الشديد محاربة ومطاردة بدولة من المفروض ان يكون فيها للصحفي السلطة الرابعة والرقيب على مايجري في البلد اعرف ان هنالك اقلام دخيلة على مجال الصحافة وان هنالك اقلام تتصيد بالماء العكر وترتدي ثوب معين في كتاباتها وتسلط الضوء على الجوانب السلبية فقط ولايحلوا لها نشر الجوانب الايجابية ان توفرت ومن جانب اخر هنالك اقلام جريئة وصادقة ولاترتجي سوى ان توضح الحقيقة وايصال وتشخيص الخلل وتقديمه امام انظار السادة المسؤليين وبدلا من شكرهم لتحملهم عناء الوصول للحقيقة نجد انهم يجابهون اما برفع دعاوي ضدهم او التنكيل بهم او توجيه سيل من الاتهامات لهم ووصفهم بأصحاب الاقلام الصفراء او ابعادهم حتى عن مجال الصحافة او الاهمال يكفي ان يكون العراق اخطر بلد على الصحفيين وقوافل شهداء الصحافة هي اكبر نسبة في العالم والصحافة وبنظري المتواضع هي مهنة الحقيقة وليست مهنة التهريج والسخرية كما يقوم بها البعض في بعض الفضائيات للاسففتحية للاصحاب تلك الاقلام الجرئية والشجاعة والذين جعوا شعارهم مقولة الامام علي (ع) (( لاتستوحشوا طريق الحق لقلت سالكيه )) لايلومهم في الحق لومة لائم ولايخيفهم لغة التهديد والوعيد او الملاحقات القانونية فأن ارادت أي امة يومآ ما ان تصل لهرم الحرية فعليها ان تشد على ايدي اعلامها الحر والجرئ وتبعد الدخلاء على مجال الكلمة الحرة الذين يزمرون ويطبلون او الذين يصح عليهم القول (( صحفيون للايجار ))فلو استطعتم اليوم ان تسكتوا صوتآ لاسامح الله او تكسبوا قضية فعلموا بأنكم لن تستطيعوا غدآ ان تسكتوا شعبآ بأسره
https://telegram.me/buratha