المقالات

قصص لا تنطوي ـ 2 .. عيد ميلاد تحول الى مجزرة!

1486 01:04:00 2010-10-25

زهراء محمد ـ ويلز ــ بريطانيا

هذه حكاية أخرى من حكايانا الفيلية، لا السنين العجاف تطويها، ولا الايام تغيّب وجعها، ولا الليالي وظلامها تسدل ستائر النسيان عليها.. تلك الاحزان التي لا تهدأ ولم تمت بل تلقي على ذكرياتنا عتمة لا تنجلي.. اوائل الثمانينات في ذاك اليوم الحزين اجتمع اخوتي وابناء عمومتي كلهم في بيتنا وعلى غير العادة، يوميها اتى بهم الدهر وبصورة عجيبة، اقول عجيبة.. فمنهم من كان يدرس في جامعة السليمانية في اقاصي العراق، وثاني جندي في معسكر خارج النجف، وآخر جندي في معسكر قرب البصرة، ورابع كان يشتغل في شركة كيمياوية في الفاو أقصى الجنوب، وو.. كلهم هرع الدهر بهم من مختلف وجهاتهم وبشتى الذرائع!! لكن لماذا؟ ... وكيف؟.. لم نكن ندري ماذا؟ يخبيء لنا ولهم الدهر؟ .. يوميها الوضع في العراق كان يغلي على نار هادئة تتنظر ان تستعر في أية لحظة - على الاقل للغلابة العراقيين غير المحسوبين على النظام.

الصدفة جمعتهم لمناسبة من المفروض ان تكون مليئة بالفرح والبهجة !! ولكن.. كان هو يوم عيد ميلاد أخي الصغير زهير، حينها دخل سنته الثالثة عشر، لم نكن نعلم انها شموعه الاخيرة. عادة عند الافراح تبتهج النفس وتنشرح الاسارير.. أما في ذلك اليوم ورغم صخب ومرح أخوتي واولاد عمومتي واجتماعهم كلهم في بيتنا، وهم يتمازحون بينهم مزاح الشباب البريء، أخذوا يلتقطون الصور التذكارية التي جمعتهم كلهم مرة واحدة - ولآخر مرة، رغم كل تلك البهجة على وجوههم كنت انا وأمي نراقبهم ونراقب وجه أخي الصغير زهير ولا أدري لماذا كان ينتابني القلق، كنت أراقب أمي وهي تصطنع البسمة على خديها، لحقتها الى المطبخ، وكأني استجدي منها الشجاعة أو لتطمأنني بأن شعوري وقلقي هو في غير محله. خاطبتها: أمي ما رأيك في هذه اللمّة الجميلة؟.. الولد كلهم ببيتنا، شوفيهم شلون فرحانين!!.. اشاحت أمي بوجهها ورأيت جسدها يختض كمن يغالب نفسه ويمنعها من البكاء..وقفت امامها.. أماه ما بك؟ لماذا إغرورقت عيناك بالدموع؟ حاولت جاهدة ان تصطنع ابتسامة على وجهها.. أجابتني يا بنتي الله يستر ويحفظ هذوله الشباب - من قاسم وشرور جماعته.. أدركت ما تعنيه..ايامها كانت حملات الاعتقال والتهجير في أوجها

كان ذلك في يوم 21 اكتوبر في بداية الثمانينات القرن الماضي، رغم الاحتفال ذاك.. سحابة حزن وترقب كانت تجوب اركان البيت.. شعور غريب يدب في انحائي: ان البيت سوف يتهدم!.. لا أعرف كيف اصف مشاعري ومشاعر أمي ونحن نهيأ لهم الطعام وكعكة الميلاد.. اطفأ اخي الصغير زهير شموع الـ 13 سنة من عمره ولم اعيا انها الشموع الاخيرة من عمره. هل تعلم يا أخي زهير من أجل ذكراك تلك، انني لم احتفل بعيد ميلاد الثالثة عشر لاولادي من يومها؟!..

قبل تهجيرنا بأيام زارتني احدى بنات الجيران والتي كانت تربطني بهاصداقة؟؟ زارتني في بيتنا وكانت عينيها حمراء كأنها باكية، قلت لها مابكي؟ قالت لاشيء، بقت معي 5 دقائق فقط لاغير؟؟!! انتابني الشك حين حظنتني بقوة وقالت زهراء الله ومحمد وعلي وياكم .. زهراء. سامحيني؟؟!! سامحيني؟؟!! الله عليج سامحيني؟؟!! سوف افتقدك كثيرا ؟؟ كلماتها ادخلت الشك في قلبي . يا ترى لماذا قالت سامحيني وباصرار؟؟ في تلك الايام المرعبة كان الاجرام واضحا، ونسمع بين الحين والاخر اختفاء شباب من منطقتنا وقتلهم بطرق غامضة. اما بيوتنا فكنا محاصرين والعيون مفتوحة علينا وتراقب حتى انفاسنا ؟؟

قبل هذه الاحداث بحوالي سنة، احتجز النظام أحد أعمامي من ضمن تجار غرفة تجارة بغداد ومن ثم هجرّه الى ايران، بعد ان الحق عائلته معه، (اما ابي وعمين آخرين لم يذهبوا الى ذلك الفخ المنصوب لهم في غرفة التجارة)؟ بعدها وهب النظام بيت عمي الى احد رجالات الامن والمخابرات وكان يدعى قاسم، وسكن في بيت عمي المسفر وكانت حدائق بيوتنا الخلفيه مشتركة ومفتوحة على بعضها، ابي واعمامي فتحوها لنا كي نلعب فيها سوية في الصغر.. وايضا للمناسبات الكبيرة على مدار السنة. وبين تلك الحدائق كان لنا بستان كبير وفيه كل انواع الاشجار المثمرة من النخيل والتكي بأ انواعه، والتين، ونبك، والعنب على القمريات، واشجار الرمان، وكل انواع الحمضيات مثل البرتقال والسندي والطرنج والنارنج، والزيتون، حتى شجرة القطن زرعتها جدتي فيها.. طفولتنا كانت جميلة وسعيدة جداً، ظلت بلا شك من اجمل ايام عمري .. اخوتي وابناء عمومتي نادر ماكانوا يخرجون، حيث كانوا يقضون اغلب وقتهم في الداخل؟؟ كان هذا المجرم قاسم يتعمد في ان يدخل الى حديقة بيتنا بطريقة استفزازية وبهمجية.. في الصباح نرى اطفاله ونسائه لا اعرف - كم زوجة كانت عنده - يدخلون حدائقنا وكانت بيدهم عصي؟؟ الاولاد يضربون الزهور والثمار ويدوسونها باقدامهم..كنا نعيش على اعصابنا فكم من مرة اراد أخوتي ملاحقتهم ولكن امي كانت تمنعهم وهي تعلم بان ابيهم اللعين كان يرسلهم لاستفزازنا وينتظر ردة الفعل تلك منا.. كم مرة تكرر ذلك وبمختلف الصور والذرائع.

الغضب كان يمتلكنا ونحن نشكو عند المساء لابي ما نراه منهم صباحاً وخلال اليوم فقلت لوالدي اذا هولاء اطفالهم يتصرفون بهذه الهمجية ويسحقون الزهور والثمار بهذا الشكل ؟ فكيف إذا بأبيهم مع البشر؟ سكت والدي، وسمعته يقول اللهم لا اعتراض على حكمك وقضاءك، لكن أسألك اللطف فيه.. لم افهم كثيرا ماكان يعنيه ؟! عرفت من ابي انه يحاول اخراجنا من العراق قبل التهجير بشتى الطرق فكنا محاصرين.. الطرق كلها كانت مسدودة امامنا!! كنا مراقببين طوال الوقت من بعض الجيران الذين كانوا يعدون انفاسنا علينا.. كانه كان قدراً مكتوباً لسفك دماء اخوتنا واحبتنا ولا لذنب سوى اننا من الكورد الفيلية !!

قبل التهجيرات القسرية الظالمة للفيلية كانت اسواق المخابرات والامن وكتبة التقارير مزدهرة جدا.. والذي يحز في القلب ان من كنت تظنهم جيران وبيننا وبينهم وشائج من الود والجيرة، ومنهم من كان ياكل معك في بيتك وعلى اساس هم اصدقاء للاخوة؟؟؟اصبحوا هم ادوات مزروعة بيننا، وكثيراً منهم اجادوا دورهم الخبيث، وبرعوا في خلق القصص والاكاذيب عنا في الوقت الذي انت توليهم كامل ثقتك، تفتح لهم ابواب بيتك، وتستقبلهم امهاتنا بالترحاب والتكريم في طبخ ما لذ من الطعام من باب طيبتهن الفطرية !! للاسف تبين لنا لاحقاً ان الكثير منهم من كان يكتب التقارير عنا ويرفعها الى المخابرات!! نعم ان هناك من اولاد جيراننا قد اشتركوا بسفك دماء اخوتي واولاد اعمامي.. نعرفهم بأشكالهم القذرة وبالاسم والعنوان.. خلال السقوط هرب البعض منهم وبقي البعض الآخر منهم.. لا بل ان من هؤلاء من ارتقى المنصب الرفيع في مؤسسات الدولة ومازالت اياديهم ملطخة بقاني دماء شبابنا، صغيرهم اخي زهير ذو ثلاثة عشر ربيعاً، وابن عمي سامان 14 ربيعاً، وابن عمي الاخر فلاح ذو ستة عشر ربيعاً، هذا الشاب اليافع تعرض الى تعذيب وحشي منذ ان كان في المتوسطة ومر بسلسلة من التعذيب حتى اخر يوم من عمره الصغير..

يقول الامام علي عليه السلام : «إتقي شرّ من أحسنت إليه».. أحد هؤلاء الغدارة، عند وفاة والدهم في سنين سابقة قام ابي واعمامي بمساعدتهم في دفن والدهم وبعدها. ولداه (ح) و (غ) كانوا من اول من وشوا وغدروا بنا، لا بل شاركوا في الاعدام الفعلي لاخوتي وابناء عمومتي (حسب ما ذكر لنا أحد الطيبين من المنطقة - والذي وقعت عيناه على بعض الوثائق بهذا الخصوص بعد السقوط).. وحوش آدمية جبلوا على الغدر ورد الجميل بالقبيح!! ..

ومن المآسي أذكر انه وخلال عملية تهجيرنا عن العراق، هجّر النظام طفل صغيراً لم يتجاوز السنة من عمره كان في ((علاكه خوص ؟؟!!)) بعد ان حجز النظام ابواه، هذا المسكين كان معنا في تلك الرحلة القسرية، يبكي طول الرحلة وليس هناك من يستطيع ان يعطيه الحليب ولا حتى الماء حاولت إحدى النساء ان ترضعه.. بعد الوصول داخل الحدود الايرانية استلمته جهة ايرانية ولكنه توفي هذا الرضيع بعدها بايام قليلة.. ...وهناك قصة امراة عندما سمع زوجها بمكرمة قائد الضرورة طلّق زوجته - أم أولاده مقابل حفنة من المال!! لم يكتفي بالطلاق وانما طردها من البيت واخذ الاولاد منها؟؟؟!! طردها من البيت في آواخر الليل فخرجت تستنجد بجار لها في منتصف الليل تطرق بابه وتبكي وتقول للجار اسمحوا لي ان ابقى حتى الصباح فما كان منه إلا ان طردها هو بدوره! ايام وليالي قضتها بدون مأوى ؟؟..فكان نصيبها ان فقدت عقلها بعد ان فقدت اولادها، هذه عينات بسيطة من اخلاق بعض عراقيي المقبور .. لماذا هذه القساوة ياامة الاسلام ان كان بينكم مسلم؟؟

ارجع الى حالنا.. قبل التسفير بفترة، المجرمين كانوا يدخلون حدائقنا الخلفية في الليل ويجلسون للتنصت علينا ايامها، كنا صغاراً، ليس لنا دخل بالسياسة وبمشاكلها، اخوتي دوما في البيت، اما والدي كان يخرج صباحا ويرجع مساءً من معمله.. وغالبا ما كانت في الليالي تقف بجوار اسوار بيوتنا سيارة (ذات دفع رباعي) سوداء اللون وزجاجها قاتم اللون تثير في نفوسنا الريبة والرعب.. وفي احدى الليالي كنت في غرفتي جالسة منهمكة في الدراسة.. سمعت حركة في الشرفة، نظرت خارجاً رايت ظل شخص يبدو ملثماً في الشرفة، انتابني الخوف ونزلت مسرعة الى الطابق الارضي.. وبعدها في تلك الليلة سمعت صوت لاسلكي، استيقظت من النوم ونظرت من نافذة غرفتي رايت تلك السيارة راكنة في نفس الزاوية نزل منها شخص يرتدي ملابس سوداء وملثم، دخل بيت من بيوت جيراننا!! انه ابن أحد الجيران. ليلتها أنا وأخي لم نستطع النوم فصعدنا الى الغرفة (البيتونه) على السطح نراقب السيارة السوداء.. بعدها بفترة خرج ابن جارنا من بيته وهو حامل سلاحه وركب السيارة وانطلق بها !! في اليوم الثاني اتت جارة لنا وكانت انسانة طيبة، وقالت لأمي ديروا بالكم تره البارحة رأيت شخصا في شرفتكم يتلصص عليكم!

.. في تلك السنة المشؤومة ابن عمي الصغير كان يعاني من مرض فما كان من عمي ان ارسله الى فرنسا للعلاج حينها كان عمره 14 سنة .. أحد ابناء الجيران لحقده الدفين سأل عمي لماذا ابنكم سافر الى فرنسا هل لأجل أن تهربونه؟ رد عمي عليه: ان ابني مريض ويحتاج الى علاج فكان رد الوالد لعد ولدنه يذهبون للحرب.. فقال له عمي خو اولادي واولاد اخوتي ايضا جنود ألا يكفي هذا؟ ثم ابني هذا صغير وهو بالمدرسة.. المهم رجع ابن عمي للعراق ليلاقي مصيره المحتوم!! بعدها بأشهر القي القبض علينا هجرنا نحن، وقبض عليهم وقتلوا جميعا.

ارجع الى ليلة التسفير التي هي من اقسى لحظات حياتي، احداث لا تغيب عن مخيلتي لحظة واحدة .. تبكيني تفاصيلها المؤلمة والموجعة.. تلك الليلة المشؤومة اجتمع اخوتي وابناء عمومتي جميعهم في بيتنا الشيء الغريب الذي يؤلمني للآن: لماذا إبراهيم أخى الذي كان يدرس في جامعة السليمانية رجع لبغداد يومها؟ امي كانت تبكي وتسأله ابراهيم ليش رجعت للبيت؟ فكان رده: امي اشتقت اليكم!! لا أعرف اشتقت اليكم! يقولها وعيناه دامعتان. اعتقادي اليوم كله كان رجوعهم ولمتهم لقدرهم وحتفهم الكامن لهم. وما أكره هذه الترتيبات المفجعة والقاصمة التي يوقعك فيها القدر وانت بلا حول ولا قوة على رده. رجوعهم كان خارج ارادتهم، وحتى ابن عمي سامان رجوعه كان لأجلة المحتوم والا لماذا رجع؟ كان بسهولة يستطيع ان يبقى في باريس او لندن ويستقر حيث اخي هادي رحمه الله ايامها قال لي كم توسلت به لك بابا ابقى في بريطانيا كان يصر ويقول لا استطيع اشتقت الى أمي؟؟ أمه التي رحلت وهي تهمس باسمه وهي تحتضر.... في ذاك النهار امي أعدت اطباق عديدة من المأكولات والحلويات والكيك والكليجة وزينّا البيت لمناسبة ميلاد اخي الصغير وأحد ابناء عمومتي ايضا، اضطررنا الى ان نسدل ستائر شبابيك البيت كلها.. بعد ان التقطوا الصور اتذكر احد ابناء عمومتي وهو يقول ربما هذه هي الصورة الاخيرة لنا!! رأيت عينا امي تذرفان الدموع، قالت لا يا سلمان لا تقل هذا... انتهت المناسبة ولأول مرة تركنا كل شى على ماهو عليه حيث الاكل ما زال والحلويات والزينة واطفأنا النور وكل واحد آوى الى غرفته.. دخلت غرفتي احسست انهاالليلية الاخيرة لي هنا !! لا أعرف كيف؟ ولكني أتذكر كيف تملكني احساس أخذ يعصف بي بقوة لعلها ساعات او دقائق وتأتينا الضربة القاصمة؟؟ تلك الليلة لم استطع النوم، زرت غرف إخوتي كانوا يغطون في نوم عميق وسكينة ؟؟!! قبل صعودي للغرفة امي قالت لااعرف مابي قلبي جدا مقبوض ربما اخوتكي يازهراء في لندن بهم شى لااعرف؟؟ .. انتابتني رغبة ثانية لتفقد اخوتي وانظراليهم، وقفت على رأس مصطفى أخي، ذهبت عند زهير اخي الصغير وقفت عند راسه انظر اليه، اتأمل ملامحه وكأنني أنا سوف اموت وأفارقه.. لم أكن أعلم إنه هو له موعد مع الموت، دموعي تهطل بغزارة لم اعرف وقتها السبب؟! وهل ياترى بكائي تلك الليلة كان على فراقكم وموتكم يا أحبتي .. ابكيكم جميعا يااخوتي لكن فراقك يا زهير لايحس بوجعه لي غير الله وحده.. هل كان رحيل امي وابي مبكرا رحمة ورأفة بهم ياربي؟؟(( علمت بقصة تعذيب زهير من احد المسجونيين معه كان بينهم رجل كبير كتبت له الحياة وخرج بمعجزة في التسعينيات؟ يقول كان معنا هذا الصغير كان يبكي دوما لفراق اخوته وامه عنه، حيث سجنوا زهير بعيداً عن اخوته في زنزانة ثانية؟!! كان اخيه الاكبر مصطفى يسمع بكائه ويدق على الحائط وينادي عليه كي يسمعه زهير ليكف عن البكاء، ففي احد الايام احد المجرمين السجانين ضربه على رأسه بقوة ضربة باداة ليسكته، فقد زهير البصر على إثرها- بعدها بفترة قصيرة كما ذكر لنا أحد الجيران الطيبين من أهل المنطقة بأن زهيراً وفلاح كان نصيبهم بأن يلقوا في الثرّامة البشرية في الكاظمية، آلة الاعدام الوحشية التي لا يتصور قساوتها حتى الشيطان نفسه، لم يشفع لهم صغر سنهم!!))... الى قاسم والانذال من بعض الجيران ممن رصدونا.. هل شفى غلّكم حينها؟ ولماذا؟ وما جنيتم؟ كيف ستلاقون ربكم يوم المعاد واياديكم ملطخة بدماء الابرياء .. نعم أعدمتم إثنا عشر شابا منّا في مقتبل عمرهم لا لذنب اقترفوه، ولكن ابت فيكم عقدة جريريتكم الوحشية إلاّ أن تتأصل.. ولكن الله جبار منتقم فوق كل جبار.

تلك اللية كانت آخر فرحة بشموع ميلادك يازهير، اطفأت معها مهجة عمري، من حينها لم تدخل الفرحة قلوبنا.. لكن وعدا مني وعدته سوف انصب الزينة وانثر الورود الحمراء والبيضاء وأضيء الشموع في اركان بيتي، واعلن لكل الدنيا يوم اعلم ان جلاديكم ومن تسبب في قتلكم قد علقوا على اعمدة المشانق، لما ارتكبت اياديهم القذرة مجزرتهم بحق اخوتي واولاد عمومتي، وبحق شرفاء وشهداء العراق... عندها لاتكفيني زينة الكون كلها...

آه وآه يازهير احرقت قلبي بموتك.. يارب العزة كيف اشكو اليك وانت تعلم بألمي وحزني...لماذا أخترت صغيرهم لقتله بهذه الطريقة..

يقول سيد البلاغة الامام علي (ع) في فقد الاحبة:

أرى علل الدنيا عليّ كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل

واني لمشتاق الى من احبهفهل لي الى من قد هويت سبيل

واني وان شطـــّت بي الدار نازحاوقد مات قبلي بالفراق جميل

في تلك الليلة داهم زوار الليل بيوتنا، وبوحشية جيش يزيد، وهم أحاطوا بنا من كل جانب.. جرجرونا من الفراش.. ليلتها إعتقلوا زهيراً، ومصطفى، ومحمداً، وطه، وعمراناً ووو... إثنا عشرة منهم .. كلهم.. ليلتها كان الفراق بيننا وبينهم، بعدها لم تعد صورهم، بسماتهم، حنيّتهم.. وأعيادهم إلاّ شبحاً لا يفارق الضمير..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2010-11-05
تحية طيبة واحترام لكل الاخوة الطيبين ممن علقوا وواسونا منهم ابو زهراء النجفي، وابو حسنين النجفي، والسيد عادل، وعمر العراقي ، وعبد الرزاق السعيدي، وابو محمد الضيغمي، وسمير الوهاج، ومصطفى الخفاجي، ومحمود الربيعي المحترمين .. الشكر الجزيل لتلك الكلمات الصادقة النابعة من قلوب اشراف العراق .. اقول لهم ولكل قراء براثا ان ما كتبته هو جزء مما مررت به ومرّ به الكثير من العراقيين على يد نظام أهوج..
محمود الربيعي
2010-10-29
الاخت الفاضلة العلوية الدكتورة زهراء محمد المحترمة .. قرأت تعبيرك عن المعاناة والهموم التي تحملونها مع أهلك واقاربك واسال الله لكم حسن العاقبة والجزاء الحسن وإحتساب ذلك في الله ولكم اجر الصابرين. ان هذه المقالة المفصلة لو استغلت في انتاج فلم سينمائي او مسرحية او مسلسل ككانت نتائجها اقوى من اعمال سياسية كثيرة ولو استغلت حتى في عروض تلفزيونية تبث كقصة من قصص حياة العراقيين في تلك الحقبة لاثمرت خصوصا اذا ماتلقفتها ايادي مخلصة وكفوءة في تقديم مثل هذه المىسي التي مرت على المستضعفين الآمنين الابرياء
مصطفى الخفاجي
2010-10-27
ياسيدتي الفاضله الله يساعدك انا مثلك يااختي اعدم النظام المقبور اخوتي الثلاثه لانهم من اعضاء حزب الدعوه والي يطلق عليهم هذا الموقع عملاء اما جيش يزيد فهذا الموقع وجماعته يحثون الخطى لعودة هذا الجيش لانهم لايطيقون الا اهل الشوارب المعفنه من قرى التعسف تكريت وعانه وفلوجه وهيت قرى البلاه والتخلف ان تعود للحكم وشكرا انشروا اذا كنتم شجعان ياجحوش البعث
سمير الوهاج
2010-10-26
بسم الله الرحمن الرحيم0 وجزاء السيئة سيئة مثلها صدق الله العلي العظيم0 امة الله عظم الله اجرك بمصابك والله دم اخوتك والابرياء في عراق المظلومين لن يذهب ادراج الرياح ولكي بزينب عليها السلام مثل وعبرى (والان يقولون مصالحة وطنية والله انها مصالحة بعثية ومصلحية لهم ولمناصبهم الاتعسا وبوئسا لهم ولما يصالحون )والله اختي سنقتص منهم ومن البعثية شر اقتصاص
أبو محمد الضيغمي
2010-10-26
لقد أبكيتني يا أختاه وما كان بكائي قبلها متوقفا...أواه ثم أواه ثم أواه ...رحم الله الشهداء السعداء..
عبد الرزاق السعيدي
2010-10-25
الاخت العزيزة زهراء عظم الله اجرك تاثرت جدا بالاحداث التي مرت على عائلتك لعن الله العفالقة وكل من ساندهم وادعوا للقصاص منهم وعدم العفوا .وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
عمر العراقي ( تكمله الرد)
2010-10-25
وان شاء الله يجي اليوم الي تفرحين بيه ويتعلكون ذلوه الحيوانات على الاعمده والله يا اختي والله لا تصدكين الناس الشرفاء قابله جانت على الي صار ولا الي دايصير هسه لكم فرفحت روحي ماعرف شسوي شنو نكدر نزيل اثار الماضي؟ شلون نكدر نبني عراق مابيه عنف مستحيل والله لانه الصار قبل كارثي ومو بسهوله يروح ماعرف اشو كلش اسودت الدنيا بوجهي بس تره والله مو كل السنه مو خوش اودام والله يا عيني مثل ما اني والله اعرف اصدقائي شيعه ويخافون عليه والله اني هم اخاف عليهم بس اعرف اني الي أنظلم صعبه ينسى وحقكم والله
عمر العراقي
2010-10-25
والله والله ابكيتيني يا اختي رهراء والف رحمه تنزل على رحوههم الطاهره ودا اتخيل الموقف ومتت من الحسره ماعرف شكلج بس والله اني دائما انتبه على تعلقياتج على الاخبار والي تكون اسمحيلي اعتبرها كلش طائفيه ومتشنجه ودائما اكول هي كاهده بانكلترا شدعوه هل حقد (اسف على الحجايه) بس والله بعد الي حجيتيه اكلج حقج الف مليون مره واسف الف مليون مره على ظني السابق بيج لانه اني لو جنت مكانج والله جان صرت نفس الشي. الله يا صدام شكد زرعت حقد واذيه بين العراقيين اوووويلي والله هو اصل المشاكل وخلنا واحد يحقد على اللخ
عادل
2010-10-25
الاخت زهراء ان المقبور استورد الثرامتين من المانيا من مدينة هامبوك والقصد هو الى معامل المواد الغذائية لكن وضعها في الشعبة السادسة بالكاظمية على الشط حيث ان المحكوم علية بالعدام تكلم عن الموضوع في احدى القنوات التلفزيونية ويقول كنت امشي في منطقة الكرادة وجاءوا لي ثلاثة اشخاص وقالوا تعال معنا في السيارة وما سارة السارة الا دقائق حتى انزلوني امام بيت ودقوا الباب فخرجت عليهم امرة كانت اشبة من ان تكون عارية فادخلوني الى البيت الى السرداب الى انفاق تحت الارض ونقلوني الى مكان يبعد حوالي 10 دقائق
ابو حسنين النجفي
2010-10-25
ليلة عيداقتحمو الغرفه جم صعلوك من الاقتحام الرمي اشتد لعنان السماءالحد ما وصلنه الوادي السلام يمطر السرداب سكفه رمل ونحسبه اسهام فراشنه تراب الرميم اوسادنه صلب الرخام نمشي راك الراك هيده مانفوت اعله الزحام انحاذر امعكل افندي ستره دشداشه لثام كول مانجحت الشغله واتفقنه نلجاء الارض العمام من وصلنه اهناك كامت الناس النه بالاحترام عدهم اهناك المشهدي سيد من ارض الامام الحد ماظهر فجارناهو الوتي والبقايه من الاجرام البقاء في حياتك يا اختنا العزيزه زهراء وما هذه الا عينات من اجرام البعث بحق اشراف الشعب
ابو زهراء النجفي / كندا
2010-10-25
لاتفكر ولاتحير من الجبير وللصغير وحته المكمط بالسرير مات وكظه بهل المصير الله اكبر ياضمير تقبل هيج احنه نصير أمجزه أخوتي تجزير ولاخل عندي ولانصير وتسلط علينه أمير راد بالدنيه يطير لبس ياقوت وحرير والشعب كاعد عل الحصير وتكتب علينه بشغب تقارير المدير وذبحونه نحر بسيف الجلاد والوزير لاتفكر ولاتحير مات وكظه هل الضمير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك