وليد المشرفاوي
اتسم الحراك السياسي العراقي هذه الأيام بالجدية والمثابرة لاسيما وإننا مقبلون على تشكيل الحكومة , مما يستدعي كثيرا من الحذر خلال التحرك وسط المساحات المتاحة والمغلقة في بعض الأحيان , العمق التاريخي والعربي للعراق يستدعي الانفتاح على المحيط القريب والبعيد ومد جسور الثقة التي فقدت خلال الحقبة المظلمة التي سيطر فيها الديكتاتور المقبور وأزلامه ,المتابع لحركة السياسيين يرى بوضوح إن لسماحة السيد عمار الحكيم الحظ الأوفر فيها من حيث التأثير وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي ,إضافة إلى ما قام ويقوم به وباستمرار من زيارات ميدانية للتقرب أكثر من واقع الجماهير التواقة للاندكاك مع قادتها الحقيقيين من اجل دفع عجلة العمل السياسي والاجتماعي والخدمي بل وحتى الأمني في بعض الأحيان ,أما على مستوى حركة سماحته الدؤوبة لدفع العملية السياسية بالاتجاه الوطني وحرصه على عدم تشعب المسارات لان في ذلك ضياع للمشروع الوطني وانهيار لكل المكاسب التي حصل عليها الشعب العراقي بعد سقوط الصنم, إنما يدل على تجذر الفهم وأصالته لديه وهذا ما نجده في كثير من المشاريع التي تقدم بها والتي تعتبر بوادر غير مسبوقة في مضمارها فضلا عن الحس الوطني العالي والذي بدا طاغيا على سماحته, فلا نجد من يستطيع المزايدة على هذه المشاريع أو التقدم عليها , وبالتالي يجد الكثير من الساسة والمعنيين أنفسهم ملزمين للأخذ بها واعتمادها كمنهاج عمل واليات لحل المشاكل التي تعترض المسيرة, حيث كان آخرها دعوة سماحته الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات بضرورة الجلوس إلى الطاولة المستديرة من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تضم جميع الأطراف والمكونات السياسية العراقية التي تؤمن بالمشروع السياسي العراقي الجديد , هذه المبادرة حظيت بالاهتمام والترحيب من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والأكاديمية , وهو إن دل فإنما يدل على أهمية ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم , ويثبت مرة أخرى أسبقية المجلس الأعلى وسعيه في لم الشتات العراقي وتفعيل حكومة الشراكة الوطنية على الرغم من أهليته في قيادة بلد متعدد الأعراق والمعتقدات والثقافات واللغات , وهي حالة صحية وسليمة لخلق أجواء سياسية تتحرك معطياتها في الاتجاه الصحيح بما يتلائم ومتطلبات المرحلة بعيدا عن التخندق الحزبي أو الطائفي الضيق , إن مثل هكذا تجارب ومبادرات تستند إلى خلق تفاهمات وطنية وشراكات سياسية تؤسس لمشروع وطني كبير وتضفي على المشروع العراقي كثيرا من الاستقرار والنضج السياسي الذي طالما افتقدناه نتيجة الاصطفافات والتحالفات الضيقة الآفاق والرؤى , وكذلك تفعيل دور البرلمان الجديد بعد عمليات الشد والجذب والتعطيلات دون مبرر التي شهدها البرلمان السابق , لذا فهي خطوة أولى بالاتجاه الصحيح وكلما كانت البداية قوية كانت النتائج ملبية للطموح , وفي هذا الإطار يقول سماحة السيد عمار الحكيم:(نتطلع لبرلمان قوي وحكومة نشطة قادرة على توفير الخدمات والعيش الكريم للشعب العراقي وتوفير السكن وفرص العمل وما إلى ذلك , حكومة ترعى القطاعات المهمة كالزراعة والصناعة وقطاعات الشباب والمرأة والطفل وتهتم بكل جوانب الحياة , ولا يمكن أن نصل لذلك إلا بفريق عمل متكامل متعاون منسجم , فالعراق لا يمكن أن يدار من حزب واحد أو طائفة واحدة, وإنما يجب أن يدار من جميع العراقيين , قدرنا أن نعيش معا , ويجب أن نكون سعداء بهذا القدر ), هذه الرؤية العملية والمؤمنة بقوة المجموع والتكاتف والتراص تقطع الطريق على كل المتربصين بالعملية السياسية في العراق , ويطوي الإخفاقات الماضية ويساعد على إنشاء مسار صحيح في مفهوم الشراكة الوطنية البناءة. إن حركة سماحة السيد عمار الحكيم سواء في الداخل العراقي أو في المحيط العربي والإقليمي إنما يمثل حالة متطورة لم يشهدها الواقع السياسي العراقي من قبل , فقد استطاع وبحكمة عالية من خلال حركته الواثقة والمثابرة أن يخلق انطباعا جديدا وصورة أوضح لموقع القيادة وعلى المستوين الرسمي والشعبي فقد بات واضحا إن سماحته ينطلق من ذلك العمق التاريخي والإرث الديني لهذه العائلة الكريمة , فهذه العائلة وفي مختلف المراحل التي شهدها العراق كان لها قصب السبق في اتخاذ المواقف الوطنية التي لا تخرج عن إطار الحكمة والعقل , فضلا عن الإطار الشرعي , فهو في هذا الواقع يمثل الامتداد الطبيعي لتلك العائلة الحكيمة سواء على المستوى الديني أو السياسي أو الاجتماعي فلا غرابة إذا ما وجدنا من يلجا إليه من السياسيين وغيرهم ليستمد منه الرأي السديد والموقف الصائب لحل معضلة ما أو رفع عقبة اعترضت مسيرته , وعلى مستوى المحيط الخارجي فقد استطاع هذا الرجل أن يبدد تلك الصورة المشوهة التي ترسخت في أذهان القريب والبعيد عن شخصية القيادة العراقية بسبب تلك السياسات الرعناء التي مارسها النظام البائد تجاه المحيط العربي والإقليمي فضلا عن الداخل العراقي , وعلى هذا يمكن التأشير على عدة نقاط مهمة في هذه الحركة وهي:-1-تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والفردية.2-الثقة العالية بالمشروع المقدم في انه سيخدم البلاد في المرحلة القادمة.3-استعادة الثقة المفقودة بين المواطن والقيادة.4-وضوح الرؤيا والمنهج مما أدى إلى تقبله بشكل كبير لدى الكثير من الأوساط الشعبية والسياسية.5-بقاء المجلس الأعلى في محل الصدارة لإدارة وحل الكثير من الملفات الشائكة, لما يتمتع به من مكانة وعلاقات متوازنة مع الجميع.6-قد لا نجد من الأحزاب السياسية العراقية من له القدرة على إدارة الأزمات سواء الداخلية منها أو الخارجية بهذه المرونة والحنكة بعيدا عن التشنجات و التأزيم.والاهم من هذا وذاك هو إدامة العمل وبنفس الروح الوطنية خدمة لهذا الشعب والوطن الذي نعتقد انه يستحق الكثير .
https://telegram.me/buratha