المقالات

عمار الحكيم ينطلق في حركته من عمقه التاريخي وارثه الديني والوطني

674 10:56:00 2010-10-22

وليد المشرفاوي

اتسم الحراك السياسي العراقي هذه الأيام بالجدية والمثابرة لاسيما وإننا مقبلون على تشكيل الحكومة , مما يستدعي كثيرا من الحذر خلال التحرك وسط المساحات المتاحة والمغلقة في بعض الأحيان , العمق التاريخي والعربي للعراق يستدعي الانفتاح على المحيط القريب والبعيد ومد جسور الثقة التي فقدت خلال الحقبة المظلمة التي سيطر فيها الديكتاتور المقبور وأزلامه ,المتابع لحركة السياسيين يرى بوضوح إن لسماحة السيد عمار الحكيم الحظ الأوفر فيها من حيث التأثير وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي ,إضافة إلى ما قام ويقوم به وباستمرار من زيارات ميدانية للتقرب أكثر من واقع الجماهير التواقة للاندكاك مع قادتها الحقيقيين من اجل دفع عجلة العمل السياسي والاجتماعي والخدمي بل وحتى الأمني في بعض الأحيان ,أما على مستوى حركة سماحته الدؤوبة لدفع العملية السياسية بالاتجاه الوطني وحرصه على عدم تشعب المسارات لان في ذلك ضياع للمشروع الوطني وانهيار لكل المكاسب التي حصل عليها الشعب العراقي بعد سقوط الصنم, إنما يدل على تجذر الفهم وأصالته لديه وهذا ما نجده في كثير من المشاريع التي تقدم بها والتي تعتبر بوادر غير مسبوقة في مضمارها فضلا عن الحس الوطني العالي والذي بدا طاغيا على سماحته, فلا نجد من يستطيع المزايدة على هذه المشاريع أو التقدم عليها , وبالتالي يجد الكثير من الساسة والمعنيين أنفسهم ملزمين للأخذ بها واعتمادها كمنهاج عمل واليات لحل المشاكل التي تعترض المسيرة, حيث كان آخرها دعوة سماحته الكتل السياسية الفائزة بالانتخابات بضرورة الجلوس إلى الطاولة المستديرة من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تضم جميع الأطراف والمكونات السياسية العراقية التي تؤمن بالمشروع السياسي العراقي الجديد , هذه المبادرة حظيت بالاهتمام والترحيب من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والأكاديمية , وهو إن دل فإنما يدل على أهمية ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم , ويثبت مرة أخرى أسبقية المجلس الأعلى وسعيه في لم الشتات العراقي وتفعيل حكومة الشراكة الوطنية على الرغم من أهليته في قيادة بلد متعدد الأعراق والمعتقدات والثقافات واللغات , وهي حالة صحية وسليمة لخلق أجواء سياسية تتحرك معطياتها في الاتجاه الصحيح بما يتلائم ومتطلبات المرحلة بعيدا عن التخندق الحزبي أو الطائفي الضيق , إن مثل هكذا تجارب ومبادرات تستند إلى خلق تفاهمات وطنية وشراكات سياسية تؤسس لمشروع وطني كبير وتضفي على المشروع العراقي كثيرا من الاستقرار والنضج السياسي الذي طالما افتقدناه نتيجة الاصطفافات والتحالفات الضيقة الآفاق والرؤى , وكذلك تفعيل دور البرلمان الجديد بعد عمليات الشد والجذب والتعطيلات دون مبرر التي شهدها البرلمان السابق , لذا فهي خطوة أولى بالاتجاه الصحيح وكلما كانت البداية قوية كانت النتائج ملبية للطموح , وفي هذا الإطار يقول سماحة السيد عمار الحكيم:(نتطلع لبرلمان قوي وحكومة نشطة قادرة على توفير الخدمات والعيش الكريم للشعب العراقي وتوفير السكن وفرص العمل وما إلى ذلك , حكومة ترعى القطاعات المهمة كالزراعة والصناعة وقطاعات الشباب والمرأة والطفل وتهتم بكل جوانب الحياة , ولا يمكن أن نصل لذلك إلا بفريق عمل متكامل متعاون منسجم , فالعراق لا يمكن أن يدار من حزب واحد أو طائفة واحدة, وإنما يجب أن يدار من جميع العراقيين , قدرنا أن نعيش معا , ويجب أن نكون سعداء بهذا القدر ), هذه الرؤية العملية والمؤمنة بقوة المجموع والتكاتف والتراص تقطع الطريق على كل المتربصين بالعملية السياسية في العراق , ويطوي الإخفاقات الماضية ويساعد على إنشاء مسار صحيح في مفهوم الشراكة الوطنية البناءة. إن حركة سماحة السيد عمار الحكيم سواء في الداخل العراقي أو في المحيط العربي والإقليمي إنما يمثل حالة متطورة لم يشهدها الواقع السياسي العراقي من قبل , فقد استطاع وبحكمة عالية من خلال حركته الواثقة والمثابرة أن يخلق انطباعا جديدا وصورة أوضح لموقع القيادة وعلى المستوين الرسمي والشعبي فقد بات واضحا إن سماحته ينطلق من ذلك العمق التاريخي والإرث الديني لهذه العائلة الكريمة , فهذه العائلة وفي مختلف المراحل التي شهدها العراق كان لها قصب السبق في اتخاذ المواقف الوطنية التي لا تخرج عن إطار الحكمة والعقل , فضلا عن الإطار الشرعي , فهو في هذا الواقع يمثل الامتداد الطبيعي لتلك العائلة الحكيمة سواء على المستوى الديني أو السياسي أو الاجتماعي فلا غرابة إذا ما وجدنا من يلجا إليه من السياسيين وغيرهم ليستمد منه الرأي السديد والموقف الصائب لحل معضلة ما أو رفع عقبة اعترضت مسيرته , وعلى مستوى المحيط الخارجي فقد استطاع هذا الرجل أن يبدد تلك الصورة المشوهة التي ترسخت في أذهان القريب والبعيد عن شخصية القيادة العراقية بسبب تلك السياسات الرعناء التي مارسها النظام البائد تجاه المحيط العربي والإقليمي فضلا عن الداخل العراقي , وعلى هذا يمكن التأشير على عدة نقاط مهمة في هذه الحركة وهي:-1-تقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والفردية.2-الثقة العالية بالمشروع المقدم في انه سيخدم البلاد في المرحلة القادمة.3-استعادة الثقة المفقودة بين المواطن والقيادة.4-وضوح الرؤيا والمنهج مما أدى إلى تقبله بشكل كبير لدى الكثير من الأوساط الشعبية والسياسية.5-بقاء المجلس الأعلى في محل الصدارة لإدارة وحل الكثير من الملفات الشائكة, لما يتمتع به من مكانة وعلاقات متوازنة مع الجميع.6-قد لا نجد من الأحزاب السياسية العراقية من له القدرة على إدارة الأزمات سواء الداخلية منها أو الخارجية بهذه المرونة والحنكة بعيدا عن التشنجات و التأزيم.والاهم من هذا وذاك هو إدامة العمل وبنفس الروح الوطنية خدمة لهذا الشعب والوطن الذي نعتقد انه يستحق الكثير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك