احمد عبد الرحمن
عشرات-ان لم يكن مئات-الاجتماعات واللقاءت التي عقدت خلال الشهور السبعة الماضية بين مختلف القوى والتيارات السياسية العراقية، وبين معظم او كل تلك القوى واطراف عربية واقليمية ودولية، وتمحورت جميعها حول هدف التوصل الى صيغة مناسبة ومقبولة لازمة تشكيل الحكومة، بيد انها لم تنتهي الى اية نتائج عملية وواقعية، وبقيت منذ انطلاقتها وحتى هذه اللحظة تدور في حلقة مفرغة، حتى انه بعد كل هذا الوقت لم نلمس مؤشرات حل وحسم ايجابية في الافق.ببساطة يمكن القول ان الخلل يكمن في تباعد الرؤى والتصورات والافكار بين الشركاء السياسيين، وهذا التباعد لم يكن له ان يتقلص ويختزل من خلال اليات الحوارات والمباحثات الثنائية والمتعددة التي اعتمدت، ولعل ذلك امر طبيعي في ظل وجود عدد غير قليل من القوى والتيارات السياسية المشكلة للمشهد السياسي من جانب، وتقارب النتائج التي حصلت عليها الكتل الرئيسية في الانتخابات البرلمانية العامة الاخيرة من جانب اخر.المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ممثلا برئيسه سماحة السيد عمار الحكيم وكبار قياداته التفت الى هذا الامر، وقرأ الواقع السياسي قراءة واقعية وموضوعية ورأى ان ما من شأنه ان يختصر الزمن ويختزل المسافات ويقرب بين الرؤى والتصورات والافكار المتباعدة هو التئام القوى السياسية الفائزة-المتصدرة في الانتخابات حول طاولة مستديرة، لان الحوار الجماعي المشترك والمباشر هو البديل الافضل والانجع لحوارات ومباحثات هنا وهناك تتقاطع في معطياتها وسياقاتها وتعقد وتأزم الامور بدلا من ان تحلحلها.ولعل تجربة الشهور السبعة المنصرمة اثبتت بما لايقبل الشك ولا الجدل والنقاش ان مقترح عقد الطاولة المستديرة هو الاكثر عملية وواقعية لتجاوز المأزق وحل الازمة، وتوجيه الامور بمساراتها الصحيحة والصائبة.وعلى جميع الشركاء ان يدركوا ان الحوارات والمباحثات في الاروقة المتعددة في الداخل والجولات المكوكية الخارجية، مع انها لاتخلو من فائدة،الا انها لن توصل الى النتائج المطلوبة، وهذا مابات يقوله الشركاء الاخرون ويعبرون عنه بكل وضوح ويدعون الى عقد الطاولة المستديرة باسرع وقت ممكن.ومتى ما جلس الجميع والتئم شملهم، عندها يمكن التحدث بكثير من التفاؤل عن التوصل الى الحلول الناجعة والمفيدة للجميع، وحصول الانفراج الذي طال انتظاره من قبل كل العراقيين.
https://telegram.me/buratha