المقالات

ارفعوا المصاحف كي تحكموا

1120 22:36:00 2010-10-19

بقلم : جاسم الصافي

أن اعرق الحضارات التي بناها الإنسان وأعمقها تأصلا هي تلك التي حكمها القانون ومهما يكن هذا القانون فهو مشترك يكرس لإدارة النظم الاجتماعية في حل النزاعات أو عقد الاتفاقيات ولكي تقوم دولة مركزية وقوية في تلك ألازمان كان لابد أن تكون مصحوبة بقرارات قاطعة وحاسمة أي حكما دكتاتوريا والسبب هو تفاوت الوعي بين الأفراد واستغلاق الإفهام الكبير ارضخ الجميع لحكم الأجدر أو الأقوى أو الأكفاء

ورغم هذا كان الحكم آنذاك يترك مساحات معينة للحريات يمكن للابداع أن يظهر فيها وهو ما أسس لبناء هيكلية الدولة حتى تطورت واعطت اعتبارا للقانون ولمفاهيم المدنية كما اكدته ذلك مسلة حمورابي وشريعة اليونان والفرعنة ، وهنا كانت ولازالت انانية الانسان تتقاطع مع قانون شراكه المواطنة المدنية الذي هو درع الدولة وهيبتها وتكاملها الذي لا ينفي التعارض بقدر ما يعني أن الرؤى المتعارضة لاتتقاطع اما المصلحة العامة ، ولكون هذه المفاهيم معنوية وتأخذ شكلا مطاطي في سياقها العام ، أخذا الإنسان بدهائه يحتال عليها ويؤسس له مساحة من المسايسة لاحتلال روافدها ، انه ما اسموه في القديم بالدهاء كما يؤكد حديث الأمام علي ( ع) حين قال ( لولا التقوى لكنت أدهىالعرب ) هذا الدهاء يدعونه اليوم سياسة وهو لا يأتي ألا باستغلال جهل الجماهير في فهمهم المغلوط ما بين الدولة والسلطة ، الحرية والفوضى ، القهر والعنصرية ، الاشتراكية والقومية ، الدين والسياسة ....وهو خلط قديم حين رفع الدهاء تلك المصاحف ... وتسبب في ايجاد الجدل والصراع الفكري والسياسي وجعل من التطرف وقود للتحاوروهو ما ابرز لنا اليوم رموز سياسية كارتونية أو خرافية كل ما لديها سحر الخطابة المنقوع في ألوان احتياجات الناس ، فهم الد أعداء الحريات وهم أنصار الرجعية والتخلف ، اتخذوا الديمقراطية وسيلة للوصول الى هذه المناصبهم ، مستغلين جهل الناس في معرفة ما لهم وما عليها من واجبات تجاه الدولة وتجاه السلطة وتجاه المجتمع وهذا هو عماد بقائها ، حتى اصبحت السياسة في العراق مثل رقعة شطرنج يديرها أكثر من المتفق عليه في مثل هكذا لعبة أي أكثر من لاعبين وربما نجد منهم من يلعب في صف الأسود كما يلعب في صف الأبيض أي مشارك ومعارض للسلطة أو حاميها وحراميها كما يقول أهلنا ، فما اشطرهم من ممثلين للشعب يحملون المصاحف في أوقات المحن لتشتعل الدنيا ولا تنطفئ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك