محمود خطار
القواسم المشتركة بين الجريمة الارهابية التي هزت بغداد يوم أمس فاهتز معها الراي العام وبين الجرائم الارهابية الكثيرة السابقة تعود بالذاكرة الى تلك الايام المتشحة بالسواد حيث كانت الاجهزة الامنية تقف عاجزة عن فعل شيء امام الفعل الارهابي المستمر ... ومع وجود كل تلك التشابهات بين جريمة الامس وبين الجرائم الارهابية الاخرى فان التفجيرات الاخيرة حملت معها ميزة خاصة جعلتنا نعتقد ان المراد بها توجيه رسالة عنيفة الى الحكومة العراقية تاركة بصماتها واضحة للعيان ..
فعلى العكس من الكثير من التفجيرات التي حدثت في السنوات الماضية جائت هذه التفجيرات لتستهدف وزارات ومؤسسات حكومية ولتكون من الشدة والعنف بحيث توقع اكبر عدد ممكن من الضحايا ... فتفجيرات الفترة الماضية استهدفت اسواق او تجمعات للعمال والكسبة الامر الذي يسقط اكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين العزل او يستهدف تجمعات للقوى الامنية او السيطرات الامنية لتمثل عمليات عشوائية تستهدف القتل والترويع ..اما تفجيرات الامس فهي نوعية وموجهة نحو مؤسسات الدولة التي تمثل الخارجية والمالية عضد الحياة فيها في ايحاء خطير بان لا هدف عصي على الارادة الارهابية ولتخويف الشعب وزعزعة ثقة المواطن باداء اجهزته الامنية ولزيادة الضغط على الحكومة العراقية لتحقيق المزيد من المكاسب في الاتجاه المعاكس .. فعمليات بهذا الحجم والكم والنوع لايمكن ان تكون بعيدة عن تدبير اجهزة الاستخبارات الاجنبية وتورطها ولا يمكن ان يكون المال السعودي بمناى عن هذه الهجمة وهو الذي لعب دورا كبيرا واثر في اكثر من قضية هنا او هناك .. فهذه التفجيرات الاخيرة وما رافقها من جهد اعلامي ويشي بحجم المؤامرة الكبيرة التي ينفذها البعث المتحالف مع القاعدة برعاية سعودية للنيل من كل المكتسبات وازهاق التجربة الديمقراطية والحط من شان النجاحات الامنية التي حصدتها قواتنا الامنية واعادة العراق الى المربع الاضعف لنيل المزيد من المكاسب السياسية والتنازلات الامنية والاقتصادية والعسكرية ..
مليارات السعودية التي لايمكن ان نغفل دورها الدموي في العراق منذ السقوط ولحد الان لازالت تلعب دورها في ابادة الشعب وحصاد لارواح المزيد من الابرياء في مقابر الوطن الجماعية الكثيرة ..سجال الارادات وصراع الخنادق بين هذه الجهة وتلك والتي صار العراق في لحظة نحس ضحية لها لا يمكن ان ينبأ الا بمزيد من العنف في البلاد ولانعتقد انه سيقود سوى الى الكثير من الدماء كلما تقدم بنا الزمن نحو الانتخابات النيابية المقبلة .. فالسعودية التي تبحث عن دور قيادي في المنطقة العربية لا يمكن لها ان تحقق النجاح الذي تنشده الا بالقضاء على اي خصم او منافس لها في لعبة تبادل الادوار ..فرصة الرياض التاريخية لا يمكن ان تتحقق الا بالنيل من الارادة العراقية الحرة وابقاء العراق في خانة الضعف ازاء دولة ال12 مليون برميل يوميا ..ولهذا السبب فلن تتوقف عن اعمالها العدائية حتى لو شنت حربا مكشوفة على كل شيء فيه ..
https://telegram.me/buratha