المقالات

الحشديين المفسوخة عقودهم ،قضية سياسية تفوق مسألة التخصيص المالي !

1606 2021-05-10

 

حسين فلسطين ||

 

منذ اليوم الأول لتأسيس هيئة الحشد الشعبي وصدور الفتوى الجهادية المباركة من قبل المرجعية العليا في النجف الاشرف بزعامة آية الله العظمى السيد (علي السيستاني) ، واجه مجاهدي هذا الكيان العقائدي الوطني المقدس حرباً ظروس تزامنت مع خوضهِ حرب التحرير التي واجه من خلالها تحالفا دولياً ارهابياً تحت مسمى "تنظيم داعش" ، فالعراقيل الإدارية كانت جزءاً من محاولة اعاقة عمل هيئة الحشد طيلة السنوات الست الماضية.

ومع ما واجهته تشكيلات الهيئة من حرب عسكرية مع الارهابيين ، تكفلت بعض الكتل والأحزاب السياسية المدعومة من دول وكيانات معادية كالكيان السعودي الوهابي والكيان الصهيوني بشن حرباً سياسية واعلامية وإدارية ابطأت من إكمال هيكلية الحشد على الرغم من الجهود الاستثنائية العظيمة التي قام بها الشهيد القائد (ابو مهدي المهندس) والذي فرض بأرادته الصلبة وعقيدته الوطنية الراسخة نقاط شروع جهاز أمني عقائدي يدافع عن امن العراق وسلامة اراضيه متى ما اقترب الخطر،  الاّ أن ذلك لم يمنع من ظهور مشاكل إدارية مقصودة استهدفت قوت عناصر الهيئة لا سيما المفسوخة عقودهم.

ومما لا يقبل الشك أن الشهيد المهندس كان يعي تماماً ثمة مواجهة تلوح في ألافق تستهدف عدد وعدة الحشد الشعبي ، فالتخصيص المالي لم يكن الاّ معرقلاً يجري من خلاله قضم واجتزاء عدد كبير من مقاتليه الذي حملوا السلاح منذ الساعات الأولى لأطلاق فتوى الجهاد الكفائي حزيران ٢٠١٤ ، وهذا ما تعززه المطالب الأمريكية التي تضمنت ضرورة تقليص إعداد مقاتلي الحشد تمهيداً لدمج الإعداد القليلة المتبقية مع الأجهزة الأمنية الأخرى وبالتالي فإن عملية إذابة الجسد الحشدي تكون أكثر سهولة مقارنةً بالإعداد الحالية التي فاقت (١٣٠) الف !

أن الإعداد المسجلة للمفسوخة عقودهم من هيئة الحشد تتجاوز ال (٣٠) الف وإن أي اضافة لهذا العدد يعني اتساع قاعدة الهيئة وزيادة عدتها وتجهيزاتها وهو ما يعارض الموقف (الأمريكي_السعودي) الصريح الذي تضمن مطالبة الحكومات السابقة والحالية بوجوب البدأ بعملية التقليص ، وبالتالي فإن انهيار هذا الخط الأمني يعجل بالتدخل الأمريكي الصهيوني في العراق لفرض سياساته في المنطقة والعراق واحتلال قراره الأمني والاقتصادي !

فمن منا لا يتذكر إجراءات حكومة (حيدر العبادي) الخاصة بأرجاع عناصر القوات الأمنية المحلية في الموصل وغيرها على الرغم من أن الكثير منهم كان قد شارك مع تنظيم داعش في احتلال المدن وانقلابه على الحكومة العراقية والنظام والدولة لأسباب طائفية أدت إلى خسائر فادحة في الأموال والأرواح ، فهل يعقل أن تتم عملية إعادة عشرات الآلاف من الشرطة المحلية دون إرجاع من قاتل لأكثر من عامين دون سلاح او راتب ؟

ومما ذكرناه انفاً فأن ما يتعرض له الحشديين المفسوخة عقودهم من ظلم كبير هو لأسباب سياسية تنفيذاً للارادة الأمريكية وإن كانت الأدوات محلية كالعادة ، وعليه يجب التذكير ايظاً بالشروط الجائرة التي فرضها صندوق النقد الدولي المتضمنة عدم التعيين او إعادة التعيين والتعاقد ، وإلاّ فمن غير المعقول تقبل مهزلة التخصيص المالي التي تلت التصويت على موازنة العام الحالي وما حصل ويحصل الآن من لغط كبير حول ما إذا كانت فقرة إعادة المفسوخة عقودهم قد أدرجت في الموازنة ام لا في مسرحية تظهر الصراع الخفي بين اللجان النيابية والكتل المطالبة بضرورة إعادة من فسخت عقودهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك