المقالات

فتوى الدفاع وتَنُّور الطاعة .. !

1448 2019-07-03

حسين فرحان


إختار أن لايسجد، أصر واستكبر وتمرد، ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )، لم تنفعه تلك الأحقاب التي أخلص فيها العبادة، فهوى الى الحضيض حين محص بالبلاء ..
استعان - محتجا - على الأمر العظيم بقياساته الباطلة ومال الى الكبر والخيلاء والعجب واعتكف في محراب ضلالته وهواه، فصار إبليس الغواية والحاقد الأكبر، باض وعشش وفرخ فملأ الأرض بالمعترضين على حكم الله منذ أن هبطت الأنسانية على الأرض تحمل الأمانة التي عرضت على(... السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا .. ) .
المثال الحي الشاخص بمكره مازال يرقب حراك جنده وهو الذي أقسم بالعزة أن يقعد على الصراط، يلقي بشراكه فيصطاد من أعانته شقوته واغتر بنفسه ومشى مرحا واغتر بعقله فقاس واستحسن ( وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الاَْدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاَْوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ،..)، فرأى فيهم من يتهم الأنبياء بالسحر والجنون، " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ،، .. ورأى فيهم من اعترض على طريقة نزول القرآن فأعجبه أن ينزل جملة واحدة : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً " .. ورأى فيهم من كانوا ينكرون بعث الموتى كملاحدة هذا الزمان : " وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ " ورأى فيهم من تولى وهو يثرثر بتكرار تهمته الباطلة : "ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ " ورأى فيهم من أدخل الحزن على النبي صلى الله عليه وآله بهذه التهم والأكاذيب " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ " .
ورأى إبليس فيما رأى من صنيع جنده من يأخذ بثياب النبي صلى الله عليه وآله ويجذبه معترضا على حكمه، أومن يقول له بكل وقاحة : ( إعدل )، و ( يهجر )، ورأى من ينقلب على البيعة ويدعي أن في الوصي دعابة، ورأى من تشدق بأن الأنبياء لا يورثون ورأى مع الأقوال أفعالا تسر ناظريه فحرق الباب وكسر الضلع ولاتدفنوا من لا أحب في بيتي وخيولا أعوجية تطحن الصدر الشريف ورأس على الرماح وسبي وقتل بالسم وحبس بالطوامير المظلمة .
ورأى مذاهب تعمل برأيها وتستأنس برأيه، وتقارن بالمذهب الحق بل تجعله خلف ظهرها

فرح أبو مرة وقد أضمر البراءة مما يفعله الجند، وانتشى وتمطى وهو يرى مرض الاعتراض يتفشى في حزبه، وكان أشد سرورا وهو يرى أحمق هنا وأبله هناك يبتغي القضاء على بقية الإرث وحملة الرسالة وهو يحمل بوقا يعزف به لحنا غرابيا مقرفا : ( أتركوا التقليد .. أتركوا المرجعية .. ) وأن على المرجعية أن تفعل كذا ولاتفعل كذا .. ويفترض بها أن تقوم بكذا .. لكنه لم يلتفت إلى أن في كل زمان قابض على الجمرة وفي كل زمان يسجر التنور لخراساني يخشى الهلاك ومكي يظهر الطاعة . (( يَا حَنِيفَةُ اُسْجُرِي اَلتَّنُّورَ فَسَجَرَتْهُ حَتَّى صَارَ كَالْجَمْرَةِ وَ اِبْيَضَّ عُلْوُهُ )) فكان الرفض ممن ضعف يقينه وكانت الطاعة ممن محضها وتيقن الحياة الأبدية .. إبليس، رغم فرحه بجموع الحمقى من المتمردين والعصاة قد صعقته الطاعة في مواطن الابتلاء فعاد غريبا وحيدا كما كان حين أبى السجود وسجد ما لايحصى من الملائكة، وقد قطعت أوصاله طاعة رجال اخبر عنهم أمير المؤمنين عليه السلام حين قال : ( [ قَوْمٌ ] فِي أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ اَلنِّسَاءِ سَيَرْعَفُ بِهِمُ اَلزَّمَانُ وَ يَقْوَى بِهِمُ اَلْإِيمَانُ.. )، حين صدرت الفتوى المقدسة : ( إن من يضحي بنفسه منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنه يكون شهيداً إن شاء الله تعالى.. )، فكانت الضربة الموجعة للشيطان وأتباعه فعلموا أن غزلهم انتكث وأن هذا الصراع الطويل القديم لم ينتهي بنصرهم مع وجود حماة للشريعة تؤيدهم يد الله وبركات وجود صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف . .................  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك