المقالات

إنتخابات عراقية وعرش عائم على الدماء

1648 2018-06-30

أمل الياسري
الإنتخابات كلمة لا تدل إلا على مغانم السلطة والمال، وتحقيق العدالة الكاذبة، وهذا في نظر العراقيين واليوم تحديداً، وكأن الكلمة تعيش صراعاً إسمياً لا يلائم الجميع، فمنهم مَنْ قضى نحبه، ومنهم مَنْ ينتظر وما بدلوا تبديلا، فبعض الناس ما يزال يرى في الإنتخابات، سوقاً رائجة لعرض بطولاته الإحتجاجية، حتى وإن كانت تعني خسارة في الأرواح، على أنه هناك طرقاً أخرى لنيل المطالب، غير غلق الشوارع وقطع الأرزاق، فالتغيير والثورة على المجتمع مطلب جميع العراقيين.
بعض آخر يثبت ولاءه الحقيقي في سوح الوغى، دفاعاً عن الأرض والعرض، وهؤلاء أسمى من أن يتقاتلوا على منافع فئوية، وبعض لا يسمح بإعادة عقارب الساعة للوراء مرة ثانية، ليعود العراق لمربع الطائفية المقيتة، وقسم رابع يحاول التشبث ولا يرحل بوجهه الكالح عن البلد، وآخرون ينفذون أجندات لمخابرات دولية، وإقليمية، وخليجية، وياعجباً من هؤلاء! فبدت تداعيات نتائج الانتخابات، وكأنها مهرجان للتبضع بأجساد الأبرياء من كربلاء والأنبار، وقد يحول الإرهاب البغيض وطننا، لعرش عائم على الدماء!
صحيح أن المفوضية السابقة للإنتخابات، يشوب عملها شبهات فساد، وعليها بعض المؤشرات، علاوة على بقائها لفترة طويلة من الزمن، مخلفة وراءها إنحيازات لبعض القوى المتنفذة، لكن ذلك لا يمنع من كون مهامها قد إنتهت تلقائياً يوم (20/9/2017)، وبذلك سيتم إنتخاب هيئة مستقلة جديدة للإنتخابات، مع أن المفوضية الجديدة ليست بأحسن من سابقتها فهي لم تدرك حجم العمل الملقى على عاتقها، مع وجود الخبرة كما يفترض، لذلك حدث ما حدث من إرباك وخرق.
المفترض في التجربة الديمقراطية الجديدة، أن يعيش فيها الشعب العراقي، في حالة التطور وليس التدهور، وما يحصل هو: أنه بمجرد قرب حدث عراقي كالإنتخابات، فالعراق تحصل فيه خروقات وإنتكاسات أمنية، لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء، والقوى السياسية تتصارع مع بعضها، كل يشد الحق صوبه، وقد أشارت المرجعية الرشيدة في خطبة الجمعة (29/6/2018) الموافق (14 شوال 1438 للهجرة) بقولها: ليس من الصحيح التغاضي عن رسم خطط للقضاء على العصابات الإجرامية وتوفير الأمن، والإنشغال بنتائج الإنتخابات والتحالفات. 
التحولات الجديدة منذ عام (2003) والتي يشهدها العراق، من المفترض أنها تسير بمصلحة العملية السياسية وليس ضدها، مع إعطاء الأولوية القصوى لقضية الأمن، فلها تأثير مباشر على نجاح الإنتخابات، حيث تسفر عن تغيير في الوجوه السياسية، التي ملَّها الشارع العراقي، ولم يحصد من ورائها إلا الفوضى والفساد، هذا إن عقد الساسة عزمهم على إنهاء ملف الخلافات حول المناصب بدل أن يدفع الأبرياء ثمن مناكفاتهم التافهة، عندها سيعُلن النصر الحقيقي فالحرب على داعش لم تنتهِ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك